تودد أحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري إلى للمغرب لإعادة العلاقات بين البلدين، والتي تعرف جمودا منذ أن قررت الجزائر قطع علاقاتها مع الرباط. وقال أحمد عطاف، في برنامج "ذوو الشأن مع خديجة"، الذي تقدمه الإعلامية الجزائرية "خديجة بن قنة" عبر منصة "أثير" التابعة لقناة "الجزيرة" القطرية، إن بلاده أكثر ميولا للإسراع في إيجاد حل بخصوص العلاقات المتوترة مع المغرب، مبرزا أن "باقي الدول واعية ببناء المغرب العربي". وأكد عطاف أن بلاده ما تزال مؤمنة بحتمية بناء مغرب عربي بالمنطقة، مردفا بالقول: "إن دورنا ومسؤوليتنا هي تهييئ الأرضية ونحن مستعدون لذلك". وأضاف وزير خارجية الجزائر أنه ينتظر بفارغ الصبر محاولة بناء المغرب العربي. وفي هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد، أن شبه التغيير الدبلوماسي في خطاب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف يترجم الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها النظام الجزائري من أجل تغيير بوصلته السياسية وضبط إندفاعاته غير المحسوبة إستراتيجيًا والتي قد تؤدي المنطقة إلى إنفلات أمني وعسكري غير مسبوق. وأكد معتضد، في تصريح خص به الأيام 24، أن الزيارات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين في المنطقة للجزائر والتحذيرات الأوروبية الجادة والحازمة للنظام العسكري الجزائري بإلإضافة إلى شبه العزلة العربية للرئاسة الجزائرية، كلها عوامل ضمن أخرى هي بصدد دفع القيادة العسكرية الجزائرية وجهاز تنفيذها في الرئاسة إلى الصراع مع الزمن من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الإنهيار الكلي و الكامل لشيئ اسمه النظام الجزائري. وتابع قائلا " أظن أن المجتمع الدولي كان صريحاً في الآونة الأخيرة تجاه المؤسسات الجزائرية، والديناميكية الدولية وخاصة التطورات الجيوسياسية لان تتحمل مزيدًا من تهورات النظام الجزائري، وخاصة بهلوانياته السياسية، لذلك تلقى تحذيرات متعددة و طُلِبَ بإبداءه الإستقامة المطلوبة وإلا سيتحمل تداعيات صبيانيات سلوكاته الغير محسوبة". وسجل المتحدث ذاته أن تليين عطاف لخطابه قد يعتبر تكتيك دبلوماسي جديد من طرف النظام الجزائري من أجل إمتصاص غضب واشنطن والعواصم الأوروبية و العربية، ولكن الواقعية السياسية التي تلاحق عسكر الجزائر لن تترك لها خيار آخرا غير الإلتزام بالمسؤولية السياسية تجاه التاريخ والجغرافية أو مواجهة مصير تفكيكه، لأن المنطقة المغاربية وشمال إفريقيا والساحل والصحراء غير مستعدة لإحتضان فكر عسكري همه الوحيد هو التدبير السياسي وخلق بؤر توثر عسكرية و سياسية من أجل تغدية روح صراعه الفكري غير السوي سياسيا. وأكد معتضد أن النظام الجزائري والمسؤولين في الجزائر مطالبين بالإسراع المسؤول والجدي في الحد من إشعال المنطقة والتراجع عن أوهامهم وتخيلاتهم و صوراتهم التي تسعى لخلق تاريخ جديد في المنطقة، لأن المنتظم الدولي أصبح أكثر صراحة اتجاههم وحزمًا من أجل سلوك سياسي أكثر انضباطا بعيدًا عن الطفولية السياسية أو مراهقة السلطة و بهلوانية التحركات الميدانية.