غابت موريتانيا عن الاجتماع الوزاري الذي انعقد بمراكش بين المغرب ودول الساحل: مالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو.
غياب يطرح أكثر من علامة استفهام خصوصا وأن العلاقات الموريتانية المغربية تمر بمرحلة جيدة، لكن يبدو أن نواكشط أخضت سياستها الخارجية لحسابات جيوسياسية، لاسيما وأن تبحث مسك العصا من وسط في علاقتها بين المغرب والجزائر ومن ورائها جبهة البوليساريو الانفصالية.
غياب موريتانيا عن اجتماع للمغرب ودول الساحل، أثار الانتباه، على الرغم من لقاء وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة مع نظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق. حيث نشر هذا الأخير على حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا) أن "اللقاء فرصة لتبادل الآراء في جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وما يثير الشك في غياب موريتانيا، هو أن نواكشوط كانت حاضرة دائما في المائدة المستديرة للمبادرات الموجهة لمنطقة الساحل. وفي شتنبر 2010، شاركت الجارة الجنوبية في إنشاء تنسيقية تمنراست بالجزائر. وفي فبراير 2014، كانت موريتانيا عضوًا مؤسسًا في مجموعة الساحل الخمس التي أطلقتها فرنسا.
ويرى محللون أن موريتانيا تبحث باستمرار على مسك العصا من الوسط. وهذا ما يعطي انطباعا قويا لدى كثيرين عن أن الموريتانيين يسعون إلى كسب الوقت باللعب دائما على حبلين أحدهما مغربي والآخر جزائري. لقد وضعوا نصب أعينهم أن لا يكسروا خطين أحمرين هما، إغضاب المغرب من جهة واستعداء الجزائر ومن ورائها البوليساريو من جهة أخرى.
وتتبع موريتانيا سياسة تقوم على عدم إظهار أي تراجع رسمي عن الاعتراف بما يسمى "جبهة البوليساريو" الذي يعود لسنة 1984 إبان حرب الصحراء، وفي المقابل تتفادى إبراز أي روابط متينة مع قيادة الجبهة المعادية للوحدة الترابية للمغرب، وهو ما اتضح خلال مؤتمر "البوليساريو"، الأخير حين أوفدت مسؤولا حزبيا ينتمي لحزب الرئيس ولد الغزواني، دون أن تكون له أي صفة في الحكومة.