غادر إلى دار البقاء، اليوم الإثنين، محمد بن ددوش الإعلامي المخضرم ومدير الإذاعة المغربية الأسبق، عن عمر ناهز 94 عاما، عاصر خلاله فترات حكم ملوك المغرب الثلاثة وشهد وواكب محطات كبرى وأحداث مفصلية من تاريخ المملكة المغربية.
يرتبط اسم بن ددوش لدى جمهور عريض بحدث المسيرة الخضراء، فهو الصوت الإذاعي الأول الذي أعلن مباشرة على الإذاعة الوطنية صباح 6 نونبر من عام 1975 عن انطلاق المسيرة واجتيازها الحدود التي فرضها الاستعمار، لكن مساره خلف "الميكروفون" بدأ قبل ذلك العهد بسنوات طويلة، فالراحل وهو من مواليد عام 1929 بتلمسان، التحق بالإذاعة المغربية سنة 1952 بعد تخرجه من جامعة القرويين العريقة بفاس.
وعمل بن ددوش، الذي جايل السلطان الراحل محمد الخامس، خلال بداياته على ترجمة نشرة الأخبار من اللغة الفرنسية إلى العربية وإذاعتها، لكن حدثا مفصليا سيطبع مسيرته المهنية في تلك المرحلة، وهو تغطية أجواء عودة الملك محمد الخامس من المنفى.
وخلال فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، عاش بن ددوش سنة 1971 حدثا سياسيا بارزا ظل عالقا في وجدانه ودوَّن تفاصيله في كتاب يحمل عنوان "رحلة حياتي مع الميكرفون"، يتمثل في محاولة الانقلاب على الملك، فقد كان شاهدا على واقعة سيطرة انقلابيي الصخيرات على الإذاعة، بل إنه من أعلن الانقلاب العسكري على الأثير قبل أن يعود ويذيع إلى المستمعين فشله.
ويعتبر الفقيد من الرواد والقامات التي أغنت الحقل الإعلامي بالمغرب وأسهمت في نهضته من مختلف المراكز والمسؤوليات التي تقلدها، بدءا من إذاعي بالإذاعة الوطنية وصولا إلى مدير لها ما بين 1974 و1986. كما شغل أيضا منصب مستشار إعلامي في ديوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وحاز على عدة أوسمة وطنية ودولية.