في خطوة مفاجئة، كشفت جبهة البوليساريو الانفصالية، أمس الجمعة، أن زعيمها إبراهيم غالي بعث رسالة إلى الرئيس الأنغولي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال بلاده، أشاد فيها بما وصفها " بالموقف الثابت والدائم الذي تقدمه أنغولا للشعب الصحراوي وقضيته العادلة".
رسالة زعيم الانفصاليين إلى الرئيس الانغولي، تأتي بعد فترة وجيزة من استقبال الأخير لمحمد سالم ولد السالك، التي يحمل صفة "الوزير المستشار المكلف بالشؤون الدبلوماسية" من طرف البوليساريو، والمبعوث الشخصي لزعيم الجبهة، وذلك بالقصر الجمهوري بالعاصمة لواندا.
تطور يأتي بعد أن كان المغرب قد مهد للتغيير في موقف أنغولا من قضية الصحراء المغربية، حينما استقبل وزير الخارجية، ناصر بوريطة، شهر ماي من السنة الماضية مبعوث الرئيس الأنغولي جواو مانويل لورينسو، الذي كان يحمل رسالة من الرئيس الانغولي إلى الملك محمد السادس. وكان البيان المشترك الصادر في أعقاب ختام أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية – الأنغولية، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير العلاقات الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو. قد أفاد أن وزير الخارجية الأنغولية. أكد أن بلاده "تشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل. دائم، مقبول لدى الأطراف، وقائم على التوافق . وأكد مبعوث الرئيس الانغولي، حينها، على "ضرورة تعزيز علاقات الصداقة التي تجمع بين أنغولا والمغرب، البلدين الذين يمتلكان تاريخا مشتركا". وقال المسؤول الأنغولي إن بلاده والمملكة "لهما تاريخ مشترك، فالمغرب كان أول بلد يدعم أنغولا عبر الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، كما أن أنتونيو أغوستينيو نيتو، وهو أول رئيس لجمهورية أنغولا، كانت تربطه علاقة صداقة بالمملكة، وأضاف "لذلك نعتبر أن المغرب بلد صديق لأنغولا، ويتعين على البلدين الحفاظ على هاته العلاقات وتعزيزها بشكل أكبر".
وكانت العلاقات المغربية الأنغولية مقطوعة طيلة 25 عاما، قبل أن يقرر الملك محمد السادس والرئيس لورنسو، إعادتها سنة 2018 بعد لقاء جمع بينهما، وهو ما جرى الشروع فيه من خلال زيارة لوزير خارجية لواندا مانويل دومينغوس أغوستو إلى الرباط، أين التقى بنظيره المغربي، إلا أن الأمور بدأت تتطور بشكل بطيئ، خاصة في ظل الدعم الأنغولي ل"البوليساريو" خلال التطورات التي شهدتها قضية الصحراء منذ 2020، قبل أن تعلن أنغولا، اليوم، عن حيدها الأغيجابي من قضية الصحراء.