يبدو أن المغرب وأنغولا قد تقدما خطوة واضحة باتجاه إنهاء التباعد بينهما، على غرار ما فعلته الرباط مع دول أخرى كانت تعد من بين الداعمين التاريخيين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، حيث استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مبعوث الرئيس الأنغولي جواو مانويل لورينسو، أمس الجمعة، الذي كان يحمل رسالة من هذا الأخير للملك محمد السادس. وقالت وزارة الخارجية إن بوريطة استقبل السفير المتجول لجمهورية أنغولا، برناردو مبالا دومبيلي، حاملا رسالة إلى الملك محمد السادس من الرئيس الأنغولي، وأكد دومبيلي، في تصريح للصحافة، عقب هذا الاستقبال، على "ضرورة تعزيز علاقات الصداقة التي تجمع بين أنغولا والمغرب، البلدين الذين يمتلكان تاريخا مشتركا". وقال المسؤول الأنغولي إن بلاده والمملكة "لهما تاريخ مشترك، فالمغرب كان أول بلد يدعم أنغولا عبر الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، كما أن أنتونيو أغوستينيو نيتو، وهو أول رئيس لجمهورية أنغولا، كانت تربطه علاقة صداقة بالمملكة، وأضاف "لذلك نعتبر أن المغرب بلد صديق لأنغولا، ويتعين على البلدين الحفاظ على هاته العلاقات وتعزيزها بشكل أكبر". وتحمل تصريحات السفير الأنغولي إشارات إلى رغبة لواندا في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المغرب، وهي البلد الذي لا يزال جزءا من المحول الجزائري الجنوب إفريقي الداعم للطرح الانفصالي الذي تقف وراءه جبهة "البوليساريو" داخل الاتحاد الإفريقي، والمثير في هذه الخطوة هو أن وزارة الخارجية المغرب والديوان الملكي لم يكشفا عن مضمون الرسالة الموجهة للملك. وكانت العلاقات المغربية الأنغولية مقطوعة طيلة 25 عاما، قبل أن يقرر الملك محمد السادس والرئيس لورنسو، إعادتها سنة 2018 بعد لقاء جمع بينهما، وهو ما جرى الشروع فيه من خلال زيارة لوزير خارجية لواندا مانويل دومينغوس أغوستو إلى الرباط، أين التقى بنظيره المغربي، إلا أن الأمور بدأت تتطور بشكل بطيئ، خاصة في ظل الدعم الأنغولي ل"البوليساريو" خلال التطورات التي شهدتها قضية الصحراء منذ 2020. واتخذ المغرب طريقا جديدا في علاقاته الدبلوماسية مع الدول الإفريقية بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، وهو ما أدى إلى تقارب تدريجي وواضح مع بلدان مساندة للطرح الانفصالي مثل نيجيريا وإثيوبيا، والتي باتت تربطها بالمملكة علاقات اقتصادية دفعتها إلى خفض لهجتها الداعمة ل"البوليساريو"، ويُحتمل أن تنضم أنغولا لهذا الركب.