بعد قطيعة قرابة العامين، تعيد الجزائر سفيرها إلى اسبانيا، في محاولة لاستعادة الزخم الدبلوماسي والاقتصادي للعلاقات مع البلد الأوروبي الذي اختار دعم المغرب في ملف الصحراء، ما أشعل وقت ذاك نار الغضب في قصر المرادية. صحف جرائرية أكدت الخبر لكن بدا لافتا أن قرار إعادة السفير ليس له علاقة بالصحراء ولكن علاقة بالتطورات في قطاع غزة.
وتحدثت وسائل اعلام جزائرية أن القرار يعود بالدرجة الأولى إلى الموقف الذي أعرب عنه رئيس الحكومة الإسبانية المؤقت، بيدروسانشيز، من القضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة بعد اندلاع المواجهات بين حركة المقاومة "حماس"، والجيش الإسرئيلي، في قطاع غزة.
وقال جمال الدين بو عبد الله، رئيس المجموعة الصناعية والتجارية الجزائرية الإسبانية، إن موقف بيدرو سانشيز من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كان متميزا عن باقي القادة الغربيين، حيث أعلن أن الحل النهائي للصراع يكمن وراء منح الفلسطينيين الحق في إنشاء دولتهم المستقلة.
واضاف المتحدث أن من العوامل الأخرى التي دفعت الجزائر إلى إنهاء قطيعتها إلى مدريد، هو ما وصفه ب"التعديلات" خطاب سانشيز بشأن قضية الصحراء، حيث دعا خلال خطابه الأخير في الأممالمتحدة بضرورة إيجاد حل سياسي مرض للطرفين، دون الإشارة إلى الحكم الذاتي.
لجوء الجزائر إلى القضية الفلسطينية التي يستعملها النظام كثيرا في خطاباته السياسية، هو أيضا مبرر آخر من أجل مدارة إخفاق قصر المرادية في دفع إسبانيا لتغيير مواقفها من قضية الصحراء، خاصة بعدما
وتناور الجزائر دبلوماسيا في وقت يقترب فيه بيدرو سانشيز بات من تولي الحكومة لولاية جديدة، وهو المسؤول الذي كان قد أعلن في مارس الماضي تغيير موقف إسبانيا المحايد من قضية الصحراء إلى الدعم الصريح مقترح الحكم الذاتي المغرب لحل النزاع، وهو المسؤول نفسه الذي قال عنه الرئيس الجزائري بأن قرار في ملف الصحراء لا مثل اسبانيا وإنما يمثل الحكومة فقط.