تردّد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أكثر من مرة ،على بيت عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في الآونة الأخيرة، لأجل تذويب سوء الفهم الذي حدث بينهما بعد خرجة رئيس الحكومة الأخيرة التي هاجم من خلالها طريقة تدبير أمينه العام للحكومة خلال الولاية السابقة. وكشفت مصادر مقربة من قيادة الحزب، أن ابن كيران بدا صارما خلال لقائه مع العثماني، في الوقت الذي حاول فيه هذا الأخير شرح وجهة نظره بخصوص الخلافات داخل البيجيدي ونشرها أمام الملأ ، وتشويشها على أداء وزراء البيجيدي داخل الحكومة، خاصة مع اقتراب انعقاد المؤتمر الوطني للحزب، وما يثار حوله من جدل بخصوص الإعداد لولاية ثالثة لابن كيران. وأوضحت ذات المصادر، أن ابن كيران والعثماني، توصلا إلى اتفاق شبه نهائي بعدم الغوص في الخلافات الداخلية وتركها جانبا لتفويت الفرصة على "الخصوم"، مع الحفاظ على وحدة الصف الداخلي للحزب بالتوازي مع تموقعه داخل الحكومة خاصة مع قرب انعقاد المؤتمر في ظل النقاش الحاد بين تيار الاستوزار الرافض لعودة ابن كيران والتيار الداعم لولاية ثالثة للأمين العام الحالي. ويعيش حزب العدالة والتنمية على إيقاع نقاش واسع قبيل انعقاد مؤتمره الوطني دجنبر القادم، بين ما يوصف بتيار الاستوزار الرافض لعودة بنكيران لقيادة "المصباح"، وبين شريحة واسعة من مناضلي الحزب الذين يطالبون بتعديل المادة 16 من النظام الأساسي، وفتح الباب أمام إعادة انتخاب للمرة الثالثة.