لا تخفي بعض أجنحة حزب "العدالة والتنمية" رغبتها الشديدة في أن يظفر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بولاية ثالثة، كما أنها لا تكف عن التلميح بأحقية "الزعيم" في الأمانة العامة، ضمن مختلف النشاطات الحزبية وكان آخرها نشاط لشبيبة البيجيدي في مدينة فاس. وتسعى أجنحة الحزب إلى الاتجاه بقوة نحو تعديل المادة 16 من القانون الداخلي لحزب العدالة والتنمية لأجل تمكين الأمين العام، عبد الإله ابن كيران، من فرصة الظفر بولاية ثالثة، قبيل انعقاد المؤتمر في شهر دجنبر المقبل، وتجري تحركات داخلية غير مسبوقة خاصة في الفترة الاخيرة، لأجل حشد الدعم، ضدا في تيار الاستوزار برئاسة سعد الدين العثماني المرشح الأوفر حظا لخلافة ابن كيران. واستنادا لمصادر مقربة من قيادة حزب "العدالة والتنمية"، فقد وصل مستوى التخاطب والنقاش، بين أجنحة الحزب، مستوى عاليا من التشنج، في الوقت الذي يحاول فيه ابن كيران، استعادة لغة الاعتدال بين القيادات الحزبية الحالية حتى لا ينشر "الغسيل الوسخ" أمام الملأ وحتى لا يتم تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج. وفي الوقت الذي تسعى فيه "حمائم" الحزب إلى تلطيف الأجواء، قلّت اللقاءات "الحميمية" بين ابن كيران والعثماني، وفق ذات المصادر، لاعتبارات متعددة، منها انشغالات رئيس الحكومة ومسؤولياته الجديدة ،والتي قابلتها النشاطات الاجتماعية المكثفة للأمين العام للبيجيدي، بينما رحى الحزب لم تهدأ، وتعرف حربا دائرة بين "المؤثرين" داخل أجنحة البيجيدي، حول تجسيد عرف سياسي من خلال التمديد، أو الامتثال للقانون الأساسي للحزب كما هو دون تغيير أو إضافة للحفاظ على المنظومة الحزبية دون الانجرار وراء "تخليد" الأفراد. ويبقى المؤتمر القادم لحزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة الحالية، الفيصل، في تحديد القيادة الجديدة وسط كل هذا التخبط الذي يعرفه الشأن الداخلي للحزب الذي اهتز بعد إعفاء ابن كيران من رئاسة الحكومة.