وصل محمد أمكراز، إلى قيادة شبيبة العدالة والتنمية في الانتخابات التي أجريت خلال مؤتمرها، نهاية الأسبوع الجاري، بصعوبة بالغة، بعدما فشلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في إقصائه من دخولها من باب رئاسة المنظمة الشبابية للحزب. أمكراز، الشاب الثلاثيني، المحامي في هيئة أكادير، الذي قاد اللجنة المركزية للشبيبة خلال فترة رئاسة خالد البوقرعي للتنظيم، رغم مروره بتجربة العضوية في البرلمان في الولاية السابقة، وهي العضوية التي وصلها عن طريق لائحة الشباب، إلا أن شعبيته التي يحظى بها وسط شباب البيجيدي، كسبها بعدما تبنى الدفاع عن "شباب الفيسبوك"، شباب العدالة والتنمية الستة الذين اعتقلوا في مرحة "بلوكاج" حكومة عبد الإله ابن كيران، وقاد هيئة مؤازرتهم، إلى حين الإفراج عنهم بعفو ملكي. وحظي أمكراز في فترة قيادته دفاع "شباب الفيسبوك" بشعبية كبيرة، عندما كان يخرج في الندوات الصحفية التي كانت تنظم لتنوير الرأي العام حول مستجدات القضية، ومشاركته في الوقفات الاحتجاجية التضامنية معهم، وخطاباته فيها، حيث لم يتحكم في مشاعره، وبكى أكثر من مرة أمام شباب الحزب، تأثرا بوضعية الشبابا المعتقلين ومعاناة عائلاتهم. وما عزز موقع أمكراز عند شباب "البيجيدي"، أنه خلال فترة "التقاطب" بين معسكري ابن كيران والعثماني قبيل المؤتمر الثامن للحزب، وهي المعركة التي برز فيها تيارا "الاستوزار" و"الولاية الثالثة"، أعلن أمكراز عن تموقعه بشكل واضح إلى جانب عبد الإله ابن كيران، وهو ما عبر عنه في لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني للحزب في اجتماعاتها "الحامية"، التي كانت تشهد نقاشات تعديل القانون الأساسي للحزب لفتح الباب أمام ولاية ثالثة لابن كيران. ورغم أن أمكراز عرف بتموقعه إلى جانب ابن كيران، إلا أن سعد الدين العثماني، وقيادات الحزب الوزراء في حكومته، حاولوا في أكثر من مرة استقطابه إلى صفهم، وهو ما لم يفلحوا فيه، ليفتح انتخابه اليوم، فصلا جديدا من التوتر في العلاقة بين شباب البيجيدي وحكومة الأمين العام، بتوجه القيادات نحو دعم حكومة العثماني، ونزوح الشباب نحو مؤازرة الحركات الاحتجاجية المشتعلة في عدد من الجهات.