وضعت الشركة الهولندية "سورفشارك" المختصة في الأمن السيبراني، تصنيفا جديدا للدول الإفريقية التي تحظى بتطور في التجربة الرقمية، بعد المواكبة التي باتت تعرفها القارة السمراء في هذا المجال الرائد لتحسين أدائها ومردوديتها. واعتمدت الشركة الهولندية على خمسة معايير لتصنيف الدول الطليعة في هذا الميدان، والتي لها تداعيات على الخدمات العامة والخاصة ومناخ الأعمال وصناعة "ستارتاب" وجذب المستثمرين، بالإضافة إلى مشاركة السكان في الاقتصاد الرقمي والتنمية البشرية.
إلهام إقبال، خبيرة في الأمن السيبراني، قالت إن "المغرب قفز 40 مركزا ما بين 2018 و2023، حيث انتقل من المركز 93 إلى المركز 50 عالميا في مجال الأمن السيبراني والمركز الأول على مستوى القارة، وهو تصنيف مشرف للغاية في مجال يشهد الكثير من التطورات والتحديات"، مشيرة إلى أن هذا ممكنا بفضل "استراتيجية المغرب التي تضع التهديدات السيبرانية في قلب اهتماماتها".
وأضافت إلهام إقبال، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "المغرب وضع قوانين في مجال الأمن السيبراني، لاسيما القانون 09-08 لحماية البيانات الشخصية، والقانون 05-20 الذي يصف مجموعة من القواعد لتعزيز الأمن السيبراني ومرونة لذا المؤسسات العامة و خاصة التي تتوفر على ما يسمى بأنظم المعلومات الحساسة".
وعلى نفس المنوال، تابعت المتحدثة نفسها أن "المديرية العامة لأمن نظم المعلومات (DGSSI)، تواكب عن كثب تهديدات الأمن السيبراني وتصدر نشرات أمنية بانتظام للتنبيه واقتراح إصلاحات لمختلف نقاط الضعف المكتشفة"، مؤكدة على أن "المديرية تتدخل أيضًا في حالة أي واقعة تتعلق بالأمن السيبراني والتي قد تستهدف البنية التحتية الحيوية أو الحساسة للحد من المخاطر واحتوائها".
وأشارت إقبال إلى أن "الأمن السيبراني هو أيضا ثقافة يجب نشرها بين مختلف أصحاب المصلحة، وكل المواطنين المغاربة"، لافتة إلى أن "المغرب انشأ منصة الحماية الإلكترونية الوطنية للرفع من مستوى الوعي بين الشباب وأولياء الأمور حول مخاطر الأمن السيبراني التي يتعرضون لها".
وبخصوص آفاق المغرب في هذا المجال، قالت إلهام إقبال، إن "التحول الرقمي يقع في قلب استراتيجية المغرب، ويدعم الأمن السيبراني هذا التحول الرقمي لتعزيزه واحتواء المخاطر والحد من نقاط ضعفه"، مضيفة أنه من "المهم مواصلة المسار والاستمرار في هذا الاتجاه الذي سار عليه المغرب بهدف تعزيز ترسانتنا السيبرانية، ومواجهة مخاطر الأمن السيبراني التي يمكن أن تهدد استقرار البلاد".