سجل إقليمالحوز، مساء الجمعة الماضي، واحداً من أعنف الزلازل على مر تاريخ المنطقة، إذ كان مركزه جماعة إيغيل التابعة للإقليم. وقد شهد الإقليم دماراً كبيراً بسبب الزلزال، الذي حصد عدداً كبيراً من الأرواح، التي قضت تحت الأنقاض، داخل منازلها المبنية على الطريقة التقليدية، غير المقاومة للزلازل.
وحسب آخر حصيلة مؤقتة للزلزال الذي شهدته بعض عمالات وأقاليم المملكة، فقد استقر عدد الوفيات في 2122 شخصا، وعدد الجرحى في 2421 شخصا.
وقد وصلت آثار الزلزال الذي ضرب في عمق 8 كيلومترات بإقليمالحوز، إلى عدد كبير من المدن المغربية، التي عاش سكانها حالة من الرعب، جعلتهم يفترشون الأرض في الشوارع إلى غاية ساعات الصباح الأولى من يوم السبت الماضي،خوفاً من حدوث أي هزة أخرى.
حدد مركز الزلزال في منطقة "ايغيل"، التي تبعد نحو 550 كيلومترا عن المنطقة التي تلتقي فيها الصفيحتان الأوراسية والإفريقية، حيث بلغت قوته 7درجات على مقياس ريشتر بحسب المعهد الوطني المغربي للجيوفزياء.
وبينما قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية مركز الزلزال على عمق 18 كيلومترا، قالت وكالة الزلازل المغربية،إن عمقه ثماني كيلومترا فقط، وفي كلتا الحالتين، تعني أن الزلزال قريب من سطح الأرض وبالتالي تعتبر آثاره كارثية.
وقد شهد المغرب عددا من الزلازل في القرن العشرين،من بينها :
اعتبر زلزال الحسيمة شمال البلاد، من أعنف الزلازل التي ضربت الإقليم سنة 2004، بلغت شدته 6.3 على مقياس ريشتر، خلّف هذا الزلزال خسائر بشرية ومادية وعمرانية كبيرة، حتى أن المناطق المجاورة للمدينة تضررت من هذا الزلزال.
قُتل جراء الزلزال ما بين 628 و 631 شخصًا معظمهم من سكان المناطق القروية وجُرح 926 وشرد ما يصل إلى 15000 شخص.
وتضررت العديد من المناطق والقرى أهمها بلدة آيت قمارة التي يقطنها نحو 7 آلاف نسمة وبنيت أغلب مبانيها بالطوب ودُمّرت بشكل كامل، كما لحقت الأضرار الفادحة أيضا بالعديد من البلدات والقرى والمداشر (كفور) المحيطة ببلدة آيت قمارة مثل أمزورن، والسنادة، وأنكور، وايت خرون، وآيت هيشم، وآيت مسعود، وبني عبد الله، وكلها لحقت بها أضرار فادحة. كما تسببت عدة هزات إرتدادية في مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل ودُمّرت مبان ذات بنية ضعيفة.
الزلزال كان قد وقع بالقرب من الطرف الشرقي لحزام جبال الريف، وهو جزء من الحدود المنتشرة بين الصفيحتين الأوراسية الإفريقية.
زلزال أكادير الكبير 1960 ، اعتبر أنذاك من أكثر الزلازل تدميرا، قتل فيه ثلث سكان المدينة وأوقع خسائر فادحة، وكان الأكثر فتكا وتدميرا في تاريخ المغرب، حيث دمر مدينة أكادير الجنوبية المطلة على المحيط الأطلسي، وبلغت قوته 5.7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل حوالي 15 ألف نسمة، وجرح 12 ألفا آخرين، فيما ترك ما لا يقل عن 35 ألف شخص دون مأوى.
وتقع أكادير في الجهة الوسطى الغربية قرب ارتداد جبال الأطلس وتطل على المحيط الأطلسي، وكانت المدينة حاضرة مزدهرة عمرانيا وسكانيا، تحتضن معالم ثقافية وسياحية كثيرة الى أن ضرب الزلزال لتصبح مدينة منكوبة بامتياز.
جدير بالذكر أن النشاط الزلزالي في المغرب، ينتج عن طريق تصادم الصفيحتين التكتونيتن الأوراسية والإفريقية، ورغم البعد الجغرافي لإقليمالحوز عن خط تصادم الصفيحتين فإن تأثره يدل على أن الطاقة الناتجة عن تصادم الصفيحتين اختزنت لمئات السنين حسب جيولوجيين.
ويرى خبراء أن وجود المغرب في بؤرة جيولوجية مفصلية لصفيحتين هما الأفريقية والأوروآسيوية يجعله بالضرورة في مركز الاهتزازات الناجمة عن تقارب هذه الصفائح المتحركة.
وتحدث الزلازل غالبا عند أطراف القارات والتقائها ببعض المسطحات المائية، مثلا التقاء المحيط الهادي بشرق آسيا أو بغرب الأميركتين، وكذلك كلما دخلنا إلى وسط اليابسة في القارات قلّت احتمالية الزلازل كما نلاحظ هنا في أوراسيا وأفريقيا وفي الأميركتين.