مازال رفض انضمام الجزائر لدول البريكس يلقي بظلاله على الحياة السياسية بالبلد، ويثير التساؤلات حول قدرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تدبير السياسة الخارجية لبلاده، في ظل الهزائم المتتالية التي يتلقاها نظامه. ونشر موقع "مغرب انتلجنس" مقالا جاء فيه أن رفض تكتل "بريكس" لعضوية الجزائر جعل العهدة الثانية لعبد المجيد تبون محط شكوك في ظل سخط الجناح المؤيد للرئيس.
وكشف الموقع أن وزيرا سابقا اعتبر رفض مجموعة البريكس انضمام الجزائر إذلالا حقيقيا للرئيس تبون، الذي سعى لانتصارات خارجية لتصدير أزمة البلاد الداخلية.
في هذا الصدد، يرى محمد الغواطي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا، أن "موضوع انضمام الجزائر للمجموعة الاقتصادية "بريكس" كانت آلية هدفها إنجاح العهدة المقبلة للرئيس عبد المجيد تبون من قبل تيار داخل النظام الجزائري تابع لفرنسا".
وأضاف الغواطي، في تصريح ل"الأيام24″، أن "رهان النظام الجزائري على دخول تكتل بريكس والجولات المكوكية التي قادت واجهة هذا النظام لروسيا والصين وما صاحبته من تصريحات وتوسلات لدخول هذه المجموعة الاقتصادية، يؤكد بالملموس بأن هذا النظام يجني سوء تدبير السياسة الخارجية".
وسجل أستاذ القانون العام والعلوم السياسية، أن "هناك صراعا قويا يجري بين ثلاث تيارات، الأول تابع لفرنسا في شخص تبون، والثاني موالي لروسيا في شخص شنقريحة، وتيار ثالث يمثل المخابرات".
وأشار المتحدث، أن "الأسباب المخفية والعلنية، التي صرح بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هو أن قبول أي دولة في تكتل بريكس يجب أن يتم من خلال ثلاث معايير أساسية وهي: هيبة ووزن الدولة وعلاقتها بمحيطها الإقليمي، وهي أمور لا تتوافر في النظام الجزائري، لأنه نظام قائم على تغذية النزاعات الإقليمية، التي هي في مصلحته، للتغطية على الإخفاقات الداخلية والمآسي التي تعرفها الدولة الجزائرية داخليا".