في خضم أزمة الماء التي تعانيها المملكة المغربية خلال الآونة الأخيرة، جراء موسم جفاف يعد الأسوأ من نوعه منذ 40 عاماً، وفي سياق بيئي مناخي جاف،تعلو فيه مطالب بمنع ووقف زراعات معينة، بسبب استنزافها الثروة المائية للبلاد وعلى رأسها زراعة الأفوكادو، يأتي تقرير لمجلة "إيست فروت" المتخصصة في أسواق الخضر والفواكه، ويكشف أن مصدري الأفوكادو المغاربة حققوا أرقاما قياسية في حجم المبيعات خلال المواسم القليلة الماضية. وبحسب ما جاء في التقرير، فإت صادرات المغرب من الأفوكادو إلى ألمانيا حققت رقما قياسيا، حيث تضاعفت منذ موسم 2016/2017 أكثر من أربع مرات، وبلغت آلاف طن بقيمة 17 مليون دولار (قرابة 170 مليون درهم). ورصدت المجلة أن إجمالي صادرات الأفوكادو المغربي تضاعف أكثر من أربعة مرات خلال السنوات الست الأخيرة، وأصبح المغرب في المرتبة 19 ضمن أكبر مصدري هذه الفاكهة في العالم. هذا وصدر المغرب خلال الموسم الحالي 45 ألف طن من الأفوكادو بقيمة 139 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك تمكن المصدرون المغاربة من توسيع جغرافية التصدير، حيث انتقل عدد الدول المستوردة من 19، قبل ست سنوات، إلى 25 دولة حاليا. وتستحوذ كل من إسبانيا وفرنسا وهولندا على أكبر حصة من صادرات الأفوكادو المغربي، بينما عملت ألمانيا على الرفع من وارداتها من هذه الفاكهة، ففي 2017 كانت في المرتبة ال7 عالميا ضمن أكبر المستوردين للأفوكادو، وانتقلت إلى الرتبة الخامسة في 2022. ومازالت كل من هولندا وإسبانيا تعدان أكبر موردين للأفوكادو إلى السوق الألمانية، لكن الأخيرة تعمل أيضا على تطوير مصادر بديلة لهذه الفاكهة، ونتيجة لذلك فقد بلغت حصة الأفوكادو المغربي في السوق الألمانية 4.7 بالمئة خلال موسو 2022/2023، وكانت أكثر من 10 في المائة خلال نونبر وفبراير. يذكر أن جمعيات تهتم بمجال البيئة والتنمية المستدامة وبرلمانيون وأحزاب سياسية، لا طالما طالبوا بوقف زراعة وتصدير الأفوكادو لاستنزافهما المياه الجوفية للأراضي الزراعية. وبررت إحدى الحركات البيئية مطلب وقف زراعة وتصدير الأفوكادو بكون كيلوغرام واحد من هذه الفاكهة المغروسة يستهلك 1000 ليتر من الماء، وبالتالي يشكل هذا الأمر خطراً على "الاستمرارية في الحياة ولأجيال الغد على أرض المغرب"، بحسب الحركة البيئية.