يوم عن يوم يتزايد الطلب العالمي على الأفوكادو المغربي، حيث استطاع المغرب، في ظرف خمس سنوات فقط، أن يصبح تاسع مصدر لهذه الفاكهة على الصعيد العالمي حسب عدة تقارير دولية . وفي الوقت نفسه، تنادي عدد من المنظمات و الجمعيات بضرورة وقف إنتاج الأفوكادو، بسبب الإجهاد المائي وموجة الجفاف التي تعرفها المملكة المغربية. حيث يتعرض البلد لإجهاد مائي شديد، خاصة في مناطق الجنوب الشرقي، حيث يتم انتاج الأفوكادو بكميات كبيرة جداً. ويؤكد العديد من الخبراء أن هذا الإنتاج يستهلك كميات كبيرة من المياه، وهو ما يزيد من الضغط على الموارد المائية في البلاد. وعلى الرغم من ذلك، فإن صادرات الأفوكادو المغربي مستمرة في الارتفاع، مما يثير القلق بشأن الاستدامة البيئية والموارد المائية في المغرب. الشيء الذي جعل العديد من المنظمات البيئية والزراعية بضرورة تنظيم إنتاج الأفوكادو وزيادة الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة التي تقلل من استهلاك المياه وتحسين كفاءة الإنتاج. وبالتالي، يتعين على المغرب تحمل مسؤولياته بشأن الاستدامة البيئية والحفاظ على الموارد المائية، وتحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية والنمو الاقتصادي. وهو ما يتطلب تعاوناً وجهوداً مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات البيئية والزراعية، لضمان استدامة إنتاج الأفوكادو والحفاظ على الموارد المائية في المغرب. وقد أدى ارتفاع صادرات الأفوكادو من قبل المصدرين المغاربة حسب تقرير صادر عن "إيست فروت" الى تحقيق رقم قياسي جديد في الصادرات خلال الموسم الحالي، مشيرا إلى أنه في الفترة من يونيو 2022 إلى يناير 2023 قام بتصدير كميات بشكل قياسي بلغ 35 ألفا و500 طن، أي بزيادة 60 في المائة عن الأشهر نفسها من الموسم السابق. وأفاد ذات التقرير بأن صادرات الأفوكادو تضاعفت تقريبا خلال المواسم الخمسة الماضية من المغرب، وبلغت في موسم 2021/22 حوالي 42 ألفا و300 طن. وفي نهاية عام 2022. و رصدت ذات الوثيقة أنه فقط بعض البلدان في أمريكاالجنوبية (بيرو وتشيلي وكولومبيا) وأوروبا (هولندا وإسبانيا) وإفريقيا (كينياوجنوب إفريقيا) تصدر الأفوكادو أكثر من المغرب، في حين أن المكسيك هي الرائدة بلا منازع في الصادرات العالمية بإمداد سنوي قدره 1.4 ملايين طن. واحتلت الأفوكادو المرتبة الثامنة في قائمة فئات الفواكه والخضروات ذات أعلى عائدات تصدير في المغرب في عام 2021. وذهبت حوالي 75 في المائة من صادرات المغرب من الأفوكادو في موسم 2017-2018 إلى إسبانيا، إلا أن سياسة تنويع صادرات الأفوكادو من قبل المصدرين المغاربة أدت إلى خفض حصة إسبانيا إلى 39 في المائة بحلول موسم 2021/22. واحتلت فرنسا المرتبة الثانية في هيكل الصادرات المغربية بحصة 26 في المائة، تلتها هولندا (19٪) وألمانيا (10٪) والمملكة المتحدة (3٪). وشملت قائمة البلدان الأصغر التي استوردت الأفوكادو المغربي في موسم 2021/22 روسيا (600 طن)، سويسرا (300 طن)، بلجيكا (200 طن)، البرتغال (100 طن)، وكذلك بعض دول الشرق الأوسط (300 طن)، ثم دول إفريقيا جنوب الصحراء (200 طن).