في خرجة إعلامية شهيرة بعد البلوكاج الحكومي، الكل يتذكر عبارة "انتهى الكلام" التي وضعت حدا لمسلسل الشد والجذب بين "المصباح" من جهة و"الحمامة" وموكبها من جهة ثانية، اعتقد معها البعض أنها أنهت تفاصيل وكواليس المشاورات الحكومية في حي الليمون بالرباط والتي دامت حوالي ستة أشهر، قبل أن يخرج قائد سفينة الاستقلال حميد شباط يوم أمس الإثنين ليوجه "مدفعيته" التي تلعب أوراقها الأخيرة نحو عزيز أخنوش،رئيس التجمع الوطني للأحرار ، كاشفا العديد من المعطيات المحيطة بطاولة مشاورات حكومة بنكيران الثانية، والتي لم يسفر مخاضها عن أي مولود حكومي"، قبل "تدخل" الطبيب العثماني في "قاعة المستعجلات". وكشف شباط أن أخنوش قبل انعقاد مؤتمر حزبه طلب منه ألا يشارك في حكومة بنكيران الثانية، وذلك في لقاء مطول جمعهما، على حد قول "المغضوب عليه" في الاستقلال، والذي أكد بأنه رفض الطلب رفضا قاطعا. وقال عمدة فاس السابق في حوار مع موقع "أوريزون تيفي" إن طلب أخنوش كان يهدف إلى تشكيل حكومة جديدة يقودها البام بمشاركة الأحرار والاستقلال وأحزاب أخرى، بعد فشل بنكيران في مهمته.
وأوضح شباط أنه بعد موقف الحزب الواضح تجاه المشاركة في الحكومة اتجه أخنوش إلى رئيس الحكومة واشترط عليه دخول الحمامة بخروج "الميزان"، حيث قال المتحدث ذاته " أخنوش مشا لعند رئيس الحكومة قالو يلا بغيتي نشاركو في الحكومة خاص حزب الاستقلال ما يكونش".
ومن شأن هذه التصريحات بحسب العديد من المتتبعين أن تعري درجة الانسجام في حكومة العثماني والتي يبدو أنها تتغير مع كل احتكاك سياسي بين الأحرار والعدالة والتنمية خاصة بين فريقي الحزبين في البرلمان مع أي امتحان تشريعي.
وبرز ذلك بعد اتهام فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة ، بتجاوز مقصود لمقتضيات الدستور في تشكيلة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي.
من جهة ثانية نفى مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، في تصريح سابق وجود تباين في المواقف بين مكونات الأغلبية.