قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، اليوم الأربعاء، إن بلاده اتخذت بالفعل خطوة الاعتراف بمغربية الصحراء وأن هذا الموقف لم يتغير رغم تغير الإدارة من ترامب إلى بايدن. وسجل المتحدث ذاته أن السياسة الأمريكية التي تم الإعلان عنها في دجنبر لم تتغير"، مؤكدا على "دعم واشنطن للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستور". من جهة أخرى، أعلن بلاغ للديوان الملكي ، في وقت سابق، أن الملك محمد السادس توصل برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، رفع من خلالها إلى العلم السامي للملك قرار دولة إسرائيل "الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية". وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا "سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة". كما بعث الملك محمد السادس، رسالة إلى بينيامين نيتانياهو، الوزير الأول لدولة إسرائيل، أكد فيها الملك على أن القرار "الهام" لدولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، والنظر إيجابيا في فتح قنصلية بمدينة الداخلة، "صائب ومتبصر". وقال الملك، في هذه الرسالة، "معالي الوزير الأول، يطيب لي أن أعرب لكم عن خالص شكري وعظيم تقديري على رسالتكم التي أبلغتموني من خلالها بقرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها والنظر إيجابيا في فتح قنصلية لبلدكم في مدينة الداخلة"، مؤكدا جلالته أن "هذا القرار لقي ترحيبا واسعا من لدن الشعب المغربي وقواه الحية". وأكد الملك أن قضية الصحراء المغربية تعتبر "القضية الوطنية للمملكة، وتتصدر أولويات سياستها الخارجية"، مضيفا أن "قراركم الهام هذا قرار صائب ومتبصر". وأوضح الملك قائلا: "فهو قرار صائب كونه يدعم الأسانيد القانونية الحقة والحقوق التاريخية الراسخة للمغرب في أقاليمه الصحراوية"، مشيرا إلى أن السيادة الفعلية للدولة المغربية وروابط البيعة القانونية التي ظلت تربط منذ عهود سلاطين وملوك المغرب والسكان المغاربة بهذه الأراضي العزيزة على قلوبهم، هي عناصر ثابتة لا يرقى إليها الشك. وأضاف "هو قرار متبصر أيضا كونه ينسجم مع الدينامية الدولية القوية التي اعتمدتها دول عديدة من مختلف جهات العالم في اتجاه دعم حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده، على أساس المبادرة المغربية القاضية بمنح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية". وذكر الملك، في هذه الرسالة، بأنه "منذ دجنبر 2020، لم تفتأ العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل تتوطد في جميع المجالات". وقال الملك: "فهذا الزخم الذي تشهده غير مسبوق، سواء على مستوى تبادل زيارات المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال، أو على مستوى تطوير الإطار الاتفاقي وتنويع التعاون وتعزيز المبادلات التجارية"، مشيرا إلى أنه "مما يبعث على الارتياح أن للروابط الإنسانية العميقة القائمة بين بلدينا دورا حاسما في هذا الشأن، لاسيما من خلال الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل". وأضاف الملك "إني لعلى يقين أن الموقف الواضح الذي اتخذتموه باسم دولة إسرائيل، بخصوص مغربية الصحراء، سيزيد من تعزيز الروابط بين المغرب وإسرائيل أكثر فأكثر. وبوسعكم، في هذا الصدد، أن تعولوا على التزامي الراسخ والثابت". وتابع الملك: "فكما سبق وأكدت لكم، خلال محادثتنا الهاتفية بتاريخ 25 دجنبر 2020، فإني أرحب بكم للقيام بزيارة إلى المغرب في موعد يحد د عبر القنوات الدبلوماسية، بما يناسبنا معا ". وفي هذا الإطار، شدد الملك على أن من شأن هذا اللقاء "أن يفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، كما سيشكل مناسبة لتعزيز آفاق السلام لفائدة جميع شعوب المنطقة، وذلك باستحضار مضمون الإعلان الثلاثي الموقع في 22 دجنبر 2020 بين المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية ودولة إسرائيل، بما في ذلك ما يتعلق بالمبادئ التوجيهية التي يجب أن تحكم تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".