عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب صرح وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، الخميس الماضي، بأن بلاده "ترحب بتطوير العلاقات مع الدول الإسلامية، بما فيها المغرب ومصر"، وذلك في ظل استمرار القطيعة السياسية بين الرباطوطهران لما يزيد عن خمس سنوات.
المملكة المغربية كانت قد قررت قطع علاقاتها الديبلوماسية بالجمهورية الإيرانية في ماي 2018، بعد أن حصلت على معلومات تشير إلى "تقديم حزب الله اللبناني المدعوم إيرانيا لدعم مالي ولوجيستيكي وعسكري لفائدة ميليشيات البوليساريو".
وطلبت الرباط وقتها من السفير الإيراني بالمغرب مغادرة التراب الوطني. ومنذ ذلك الحين، باتت العلاقة بين المغرب وإيران على حالها، إذ تتغذى القطيعة الديبلوماسية بينهما من التقارير الدولية التي تشير بين الفينة والأخرى إلى ضلوع طهران في عمليات مشبوهة بالمنطقة الأفريقية، تدعم من خلالها ميليشيات "البوليساريو" عسكريا.
وفتح تصريح وزير الخارجية الإيراني الباب أمام التكهنات والتحليلات فيما يخص دلالات هذا التصريح وجديته أولا، وفيما يخص مستقبل العلاقات بين الرباطوطهران ثانيا.
وفي هذا الصدد، قال محمد شقير، المحلل السياسي، إن "هذا التصريح يأتي ضمن محاولات إيران للتخفيف من عوامل التوتر بينها وبين العديد من الدول العربية والإسلامية"، مشيرا إلى أن "استئنافها للعلاقات مع المملكة العربية السعودية قد شجعها على جس نبض دول إسلامية أخرى كالمغرب ومصر".
وأضاف شقير في تصريحه ل"الأيام 24″ أن "عدم رد المغرب على تصريح وزير الخارجية الإيراني دليل على عدم اقتناعه بمضمون التصريح، خاصة وأنه يتزامن مع خطوتين معاديتين اتخذتهما إيران، الأولى تتعلق بإعلان ممثل طهران خلال اجتماع اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة دعم بلاده للموقف الجزائري فيما يتعلق بالبوليساريو".
أما الخطوة الإيرانية الثانية حسب شقير، فتتعلق ب "المكالمة التي أجراها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع نظيره الجزائري والتي أكدا فيها على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين في مجالات عدة".
المحلل السياسي ذاته أوضح أن "تصريح وزير الخارجية الإيراني بمناسبة عيد الأضحى وبحضور سفراء الدول الإسلامية، يدخل ضمن الاستهلاك الداخلي والمجادل المناسباتية"، مؤكدا على أنه "يبقى تصريحا لا يمكن الاعتماد عليه لاتخاذ موقف رسمي، خصوصا وأنه تضمن إشارات إلى أعداء الأمة الإسلامية والصهاينة، في الوقت الذي أعادت دول إسلامية بما فيها المغرب علاقاتها مع إسرائيل".
وخلص المتحدث ذاته إلى أن "أي استئناف للعلاقات بين المغرب وإيران لن يكون إلا بشرطين؛ الأول يتعلق بتخلي طهران عن دعم البوليساريو بالسلاح وطائرات "الدرون" وتدريب قواتها، سواء يشكل مباشر أو عن طريق حزب الله اللبناني. فيما يتعلق الثاني بتخلي إيران عن مساندة الموقف الجزائري فيما يخص قضية الصحراء التي تشكل بالنسبة للمغرب البوصلة السياسية في تحديد علاقاته بمختلف الشركاء الأجانب".
وفي هذا الإطار، سبق أن شدد العاهل المغربي خلال خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب في غشت من السنة الماضية، على أن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".
فما جاء في الخطاب الملكي يؤكد على أن العقيدة الديبلوماسية المغربية باتت تجعل من قضية الصحراء أساس الشراكات مع مختلف الدول، وهو ما يؤشر على أن صعوبة عودة العلاقات بين المغرب وإيران في الوقت الراهن دون موقف واضح من هذه الأخيرة بخصوص الصحراء، فضلا عن تراجعها عن تقديم كل أنواع الدعم لميليشيات البوليساريو الانفصالية.