أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مساء الاثنين استقالته من منصبه على صفحته الرسمية بموقع إنستغرام. وجاءت استقالة قائد الدبلوماسية الإيرانية مفاجئة ودون ذكر لأسبابها وخلفياتها، كما بدا لافتا أنها نشرت أولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا عبر وسائل الإعلام الحكومية.
وكتب ظريف في إعلان استقالته "أعتذر بصدق عن عدم القدرة على الاستمرار في الخدمة، وعن كل أوجه القصور في السنوات الماضية أثناء تولي منصب وزير الخارجية.. أتوجه بالشكر للأمة الإيرانية والمسؤولين".
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية نبأ استقالة ظريف، وفق وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية.
وشهدت مرحلة ظريف، مهندس الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى عام 2015، العديد من الأحداث، من بينها قرار المغرب في 2018، قطع العلاقات مع طهران، بسبب دعمها لجبهة البوليساريو، وقيام ميليشيات حزب الله اللبناني التابع لإيران بتدريب عناصر من جبهة البوليساريو.
ويرى مراقبون، أن استقالة ظريف، من منصب الدبلوماسية الإيرانية، لم يغير شيئا من أوجه السياسة الخارجية الحالية لطهران، في عدد من الملفات الحساسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة فيما يخص التحالف الاستراتيجي بين طهرانوالجزائر، ودعم جبهة البوليساريو، ماديا وعسكريا.
وفي هذا الصدد، قال محمد شقير، الباحث المهتم بالشؤون الأمنية، ل"الأيام24"، إن مبدأ السياسية الخارجية لأي دولة لا يرتبط بشخص معين، ممكن أن يؤثر بشكل من الأشكال أو أن يسيرها بطريقة من الطرق لكن السياسة الخارجية تبنى على المصالح نواتها ثابتة، وبالتالي مسألة كون استقالة ظريف أو إقالته لن تؤثر في المواقف السياسية الخارجية لإيران". وعاد شقير إلى التطرق لقرار المغرب بخصوص إيران قائلا "إن أسباب قطع العلاقة بين الرباطوطهران، خلال 2018، مرتبطة بمجموعة من الأسباب من أهمها قضية تورط حزب الله ومن وراءه أيران إضافة إلى هذا التحالف الاستراتيجي بين الجزائروإيران، مقابل تحالف إستراتيجي بين المغرب ودول الخليج خاصة السعودية والإمارات". واستعبد شقير أن تشهد السياسة الخارجية الإيرانية، تغييرا يمكن أن تمهد لإعادة تموقع علاقات طهران مع دول المنطقة. وزير الخارجية الإيراني، فشل والأزمة المغربية-الإيرانية، في أوجها في تبرير علاقات حزب الله بالبوليساريو، ناهيك عن الدعم الذي تتهم طهران بتقديمه للبوليساريو عن طريق سفاراتها في الجزائر، من خلال "مستشارها الثقافي السابق" أمير الموسوي، الذي كان دائما هو الشخص الرئيسي والمحوري في محاولات نشر "التشيع" في العديد من البلدان العربية والإفريقية. وكان وزير الخارجية المغربي، أكد لحظة إعلان قطع العلاقات مع إيران، عن تفاصيل تتعلق ب"الدعم الجزائري الفعلي والمباشر للاجتماعات التي عقدتها كوادر حزب الله اللبناني وقيادات من جبهة البوليساريو". بوريطة أكد حينها أن الملف المغربي "تم إعداده بدقة بالغة على مدى عدة أسابيع استنادا إلى المعلومات التي تم تجميعها والتحقق منها طيلة عدة أشهر، كما تضمن حقائق ثابتة ودقيقة، منها مواعيد زيارات مسؤولين كبار في حزب الله إلى الجزائر، وتواريخ وأمكنة الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولي البوليساريو، بالإضافة إلى قائمة بأسماء العملاء المشاركين في هذه الاتصالات"، مضيفا أن المغرب لم يتخذ قراره إلا بعد دراسة كل العناصر والتحقق والتأكد منها. وأشار بوريطة إلى أنه كشف لنظيره الإيراني جواد ظريف أسماء مسؤولين كبار في "حزب الله"، تنقلوا في عدة مناسبات إلى تندوف منذ مارس 2017 من أجل لقاء المسؤولين في البوليساريو، والإشراف على دورات تدريبية، وإقامة منشآت ومرافق. من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية استقالة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، بأنها المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي الذي وُقّع بين إيران والدول الست (الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، في 2015، إضافة إلى أنها تمثّل نصراً للمتشددين داخل مؤسسة الحكم الإيرانية. وأكدت الصحيفة البريطانية، في مقال لمحرر الشؤون الدولية فيها، جوليان بورجر، بعددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن استقالة ظريف ضربة أخرى لرئيس الجمهورية الإصلاحي، حسن روحاني، الذي كان وزير الخارجية المستقيل حليفه الموثوق في وقت الضغوط.