نقلت الجزائر حربها على المغرب، بشأن قضية الصحراء، إلى البيت الأبيض، من خلال تحرك اللوبي المدعم لبوليساريو، لمعارضة ترشيح جون بيتر فام، لشغل منصب المكلف بالشؤون الإفريقية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكشفت مصادر، حسب ما أوردته "الصباح"، على موقعها الإلكتروني، أن السيناتور جيمس إينوف، المعروف بدعمه لبوليساريو، والترويج لأطروحة استفتاء تقرير المصير، يعارض تعيين بيتر فام، مساعدا جديدا في الشؤون الإفريقية في إدارة ترامب. وكشفت “فورين بوليسي” أن إدارة الرئيس الأمريكي فشلت منذ تعيينه رئيسا للولايات المتحدة في ملء عدد من المناصب العليا في وزارة الخارجية، والجهاز التنفيذي بسبب الصراعات بين عدد من المرشحين لشغل المناصب الرئيسية وتكتيكات التأخير التي ينهجها الديمقراطيون، مشيرة إلى أن الجمهوري إينوف يعرقل ترشيح فام الذي كان سيحظى بدعم واسع من الحزبين داخل مجلس الشيوخ.
وقال البشير الدخيل، القيادي السابق في قيادة بوليساريو إن تحرك اللوبي المقرب من الجزائر في ملف الصحراء ليس جديدا، بالنظر إلى أن الجارة الشرقية للمغرب وضعت ملف الصحراء ضمن أولويات سياستها الخارجية، وتسعى إلى استغلال كل المناسبات للترويج لأطروحتها المشروخة بشأن استفتاء تقرير المصير، ولعب ورقة بوليساريو حتى داخل المؤسسات الدولية، عبر تعبئة اللوبيات المساندة لها.
وأوضح الدخيل، في تصريح ل”الصباح” أن الجزائر لا تبحث عن حل لمشكل الصحراء، بل تسعى إلى استمرار المشكل، من خلال التشبث بالاستفتاء، الذي أكدت الاممالمتحدة نفسها استحالة تنظيمه، بسبب الفشل قي تحديد الهيآة الناخبة، واتفاق الدول الكبرى على أن التوافق حول حل سياسي لإنهاء النزاع المفتعل، وفتح حوار مباشر بين الرباطوالجزائر، ينهي النزاع في المنطقة. وسبق للسيناتور إينوف المقرب من الأوساط الجزائرية المكلفة بإدارة ملف الصحراء في المحافل الدولية، أن زار في وقت سابق، مخيمات تندوف، وأعلن دعمه للجبهة الانفصالية، وشارك في تخليد ذكرى تأسيس الجمهورية الوهمية. ويعتبر بيتر فام، المرشح لشغل منصب الشؤون الإفريقية في إدارة ترامب من الشخصيات المختصة في إفريقيا، والذي تربطه علاقات واسعة بشخصيات القارة ومراكز الدراسات، من خلال إدارته لمركز المجلس الأطلسي الإفريقي المقرب من الحزب الجمهوري. ويتخوف خصوم المغرب من أن يشكل تعيين بيتر فام، دعما للموقف المغربي في ملف الصحراء، من قبل الإدارة الأمريكية، بالنظر إلى المواقف التي سبق أن عبر عنها بشأن الأوضاع في المنطقة، والتي لا تساير الرؤية الجزائرية وصنيعتها بوليساريو، في ظل التقدم الذي بات يحققه المغرب في القارة الإفريقية وعدد من العواصم العالمية، وسحب عشرات الدول لاعترافها بجمهورية الوهم. وقال بريندرغاست، الناشط الحقوقي الذي عمل في إدارة كلينتون، إن فام مهيأ بشكل جيد للمنصب، ولن يواجه أي صعاب، رغم أنها أول تجربة له في وزارة الخارجية، مضيفا أن لديه خبرة في إفريقيا العميقة، وسيكون قادرا على التعامل مع الأزمات، ولديه علاقات جيدة مع العديد من خيرة الدبلوماسيين.