AFP دعت كل من الولاياتالمتحدة والسعودية مجددا طرفي الصراع في السودان إلى استئناف المحادثات من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. ودخل الصراع الدامي على السلطة في السودان أسبوعه الثامن، فيما تعرضت هُدنات عديدة للخروقات. وفرضت واشنطن يوم الخميس عقوبات تطال مصالح ضباط كبار في الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، ملقية باللائمة على الطرفين بالتسبب في إراقة الدماء على "نحو مروّع". ولا يزال مبعوثون من الجيش السوداني النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية يقيمون في مدينة جدة الساحلية السعودية، وذلك رغم انهيار محادثات وقف إطلاق النار في وقت سابق، بحسب ما قالت الخارجية السعودية. وقالت السعودية إنها تدعو مع الولاياتالمتحدةالأمريكية "طرفي الصراع إلى الاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار وتطبيقه بفاعلية، وذلك بهدف التأسيس لوقف دائم للأعمال العدائية". وانتهى رسميا مساء السبت تمديدٌ لخمسة أيام لأحدث هدنة كان قد تم التوصل إليها في السودان، وذلك دون أيّ مؤشرات على إمكانية انخفاض حدة الصراع، بل تتزايد المخاوف من تصعيد الطرفين. * اشتباكات السودان: مجلس الأمن يدين الهجمات ضد المدنيين وموظفي الأممالمتحدة بعد تمديد مهمتها السياسية هناك ولقي ما لا يقل عن 1,800 شخص مصرعهم، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية المعنيّة بجمع البيانات في مناطق النزاع. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 1.2 مليون شخص أجبروا على النزوح داخل السودان، وفرَّ من بينهم أكثر من 425 ألفا إلى خارج السودان. وفي يوم الأحد، زعمت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة حربية، قائلة إن الجيش النظامي كان قد "شن هجوما جويا على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع" في شمال العاصمة الخرطوم. ومن جهته، قال مصدر في الجيش النظامي للوكالة الفرنسية للأنباء، إن طائرة صينية الصُنع تحطمت على مقربة من قاعدة وادي سيدنا شمالي الخرطوم، وذلك بسبب "عطل فني". وقال شهود عيان إنهم شاهدوا طائرة تقطع سماء الخرطوم من الجنوب إلى الشمال بينما كان الدخان ينبعث منها. تصاعد حدّة القتال Getty Images واندلع الصراع على السلطة في السودان بين الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان من جهة، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي من جهة أخرى، في يوم 15 أبريل/نيسان الماضي في العاصمة الخرطوم. ومنذ ذلك الحين، اندلعت معارك دامية في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي مزقته الحرب غربي البلاد، مما اضطر كثير من الأهالي إلى النزوح أو الإقامة في مخيمات بعيدة. وجاء بيان السعودية بشأن الدعوة لاستئناف الحوار بين طرفي الصراع في السودان، قبل يومين من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمملكة، حيث من المتوقع أن تتضمن أجندة الزيارة محادثات بشأن السودان. * اشتباكات السودان: واشنطن والرياض تعلنان تعليق محادثات جدة بين طرفي الصراع وكانت الهدنة الأخيرة بين طرفي الصراع السوداني قد تمت بهدف السماح بوصول المساعدات الإنسانية الماسة إلى المنكوبين، فضلا عن توفير مرور آمن إلى المناطق التي تشهد اقتتالا في البلاد. لكن على غرار كل ما سبق من هُدنات، تعرضت الهدنة الأخيرة لخروقات متواترة من جانب طرفي الصراع. ويوم الأربعاء، انسحب الجيش النظامي السوداني من المحادثات في جدة. وفي اليوم التالي لذلك، أعلن الوسطاء الأمريكيون والسعوديون عن تعليق المحادثات بشكل رسمي.وقالت واشنطن إنها على استعداد لاستئناف المحادثات شريطة جدية الطرفين المعنيين بخصوص التوصل لوقف إطلاق النار. وتعهد كل من البرهان وحميدتي مراراً بحماية المدنيين وتأمين ممرات إنسانية.لكن المدنيين أبلغوا عن تصاعد حدة القتال بعد إعلان الجيش انسحابه من محادثات جدة، بما في ذلك قصف من الجيش في يوم الخميس أسفر عن مقتل 18 مدنيا في سوق بالخرطوم، بحسب حقوقيين. وبحسب تقديرات الأممالمتحدة، فإنه "من المتوقع أن ينزلق ما يتراوح بين مليونين و2.5 مليون شخص في السودان إلى الجوع في الأشهر المقبلة بسبب العنف المستمر. وهذا من شأنه أن يرفع انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان إلى مستويات قياسية، ليطال أكثر من 19 مليون شخص، أي 40 في المائة من السكان".