أكد الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن الجزائر بقيادتها المدنية والعكسرية تتبنى الديبلوماسية المبنية على ردود الفعل، ولها وهم أن هناك عدوا إسمه المملكة المغربية. وأضاف كنون، في اتصال هاتفي مع الايام 24، أنه كلما تحركت المملكة المغربية في إنجاز علاقات مع شركائها، سواء في أوروبا أو أمريكا أو آسيا، إلا وكانت ردة فعل في الجزائر عن طريق الذهاب إلى تلك المنظمة أو الدولة أو المجموعة الاقتصادية أو تكتل اقتصادي أو سياسي من أجل أن تبين للرأي العام الوطني الجزائري على أن الديبلوماسية الجزائرية هي بدورها فاعلة في صناعة القرار، وتنجز شراكات مع المنتظم الدولي، لإيهام الشعب الجزائري أنها تقوم بواجبها، والحال أنها ديبلوماسية مبنية على ردود الأفعال ليس إلا. وسجل كنون أن استقبال الرئيس الجزائري بالبرتغال كان باهتا وهو إهانة للشعب الجزائري، مشيرا إلى أن منظمات حكومية غير حكومية وجمعيات المجتمع المدني خرجت للاحتاج ضد زيارة تبون للبرتغال، وترديد عبارات وشعارات مناوئة لنظام العسكر وتطالب بدولة مدنية بدلا من دولة عسكرية. وشدد رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية على أن الجزائر أصبحت معزولة حتى عن محيطها الاقليمي والعالم لكونها تسبح ضد التيار، ولا تريد التنمية للمناطق المغاربية ولا لافريقيا ولا لشركائها، بالنظر لكون المغرب طالب على أعلى مؤسسة في البلاد بفتح الحدود بين البلدين، واستئناف العلاقات التجارية والاقتصادية، ولكن لا حياة لمن تنادي. وسجل كنون أن لجزائر تحاول أن تجد شماعة تعلق عليها فشلها الداخلي والخارجي بايهام الشعب الجزائري على أن هناك عدو متمثل في المملكة المغربية في اعتقادهم الخاطئ، وفي اعتقادهم السياسوي الدنيئ. وأكد المتحدث ذاته أن الجزائر تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية منذ ما يقارب نصف قرن على حساب ميزانية الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن البوليساريو تسعى فسادا في الساحل والصحراء وعلى مستوى تندوف، وتنشط في الجريمة العابرة للحدود، والاتجار الدولي في المخدرات، والسلاح والاتجار في البشر وتهريب المؤونة والمساعدات الغذائية الموجهة للمحتجزين بتندوف وتبيعها في السوق السوداء بالدول المجاورة، وتعتبر حجرة عثرة في وجه التنمية بشمال إفريقيا. وأوضح كنون أن الجزائر معزولة بالنظر لكونها تدعم الارهاب والتطرف، مشيرا إلى أن اخر مؤتمر بمراكش، حول مناهضة الارهاب بالعالم، خلص لكون الانفصال أو تغذية الانفصال هو وجه من أوجه الإرهاب ويجب محاربته. وأبرز كنون أن المنتظم الدولي، وخاصة الإفريقي، يسعى إلى التنمية والتوحد وإلى التآزر والتكل من أجل الوصول إلى الأمن القومي الإفريقي، والأمن القومي العربي، بل أكثر من هذا، يضيف كنون، لاحظنا غياب الرئيس الجزائري عن القمة العربية، والحال أنه في الأعراف والتقاليد الديبلوماسية، كان على الجزائر، باعترها اخر من احضن القمة العربية، أن تسلم المشعل للمملكة العربية السعودية، وهذا ما لم يتم، لأسباب واهية، يقول كنون وأوضح أن القيادة الحالة تسير بالجزائر نحو المجهول، ولا خلاص إلا بانتخابات نزيهة من شأنها أن تفرز مؤسسات مدنية بدلا من العسكرية، لأن الشعبين المغربي والدزائري تربطهما روابط قوية ويستحقان أن يعيشا جنبا إلى جنب، في إطار التعاون والتآزر.