وجه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اتهامات "خطيرة" للمغرب بخصوص اختطاف ديبلوماسيين جزائريين بمالي، متجاهلا بذلك ضلوع جماعات إرهابية في الحادث.
وفي حوار أجراه مع "قناة الجزيرة"، قال تبون إن " بلاده هي الوحيدة التي تم اختطاف ديبلوماسييها بمالي، ونحن نعرف من يقف وراء هذا العمل. إنه عمل دولة مجاورة أنشأت منظمة إرهابية شبحية في مالي"، وذلك في إشارة واضحة إلى المغرب.
ورغم الشبهات التي تحوم حول الحوار الذي أجراه مع "قناة الجزيرة"، إلا أن بعض الافتراضات بدأت تتيقن، كون أن المذيعة التي حاورت تبون، وهي بن قنة معروفة بعدائها للمغرب، كما تعمد بشكل منتظم عبر حساباتها الشخصية لنشر أطروحات الانفصال لجبهة ما يسمى ب" البوليساريو".
وكانت قناة الجزيرة القطرية نفقا جديدا لعداء تبون تجاه المغرب، إذ أكد على أن " بلاده لن تتخلى على أطروحة الانفصال والاستفتاء ودعم تنظيم البوليساريو بكل قوتها"، متجاهلا بذلك المتغيرات الدولية التي تعرفها القضية والمنطقة عموما.
رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، الحسين كنون، يقول إن " تصريحات القادة الجزائريين بشكل عام وليس فقط تبون، تنهج منهج التصعيد ضد المملكة المغربية ومصالحها الاستراتيجية الداخلية والخارجية".
وأورد كنون في حديثه ل" الأيام 24″، أن " المغرب لن يرد على تراهات الرئيس الجزائري مهما بلغت مستوياتها من الزيف والحقد، لأنها تؤمن كدولة مؤسسات بمنطق الاتحاد المغاربي، وتبتعد عن سياسة الرد بالمثل كما هو الحال مع إغلاق الحدود الجوية".
وأضاف رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن " المغرب لطالما نهج سياسة اليد الممدودة للجزائر، لأن الأخيرة توجد تحت حكم نظام خارج التيار، ولا يمثل الشعب الجزائري الذي يكن له جميع المغاربة كامل التقدير والمحبة والاحترام".
واستطرد المتحدث ذاته قائلا: " في بعض الأحيان تكون قناة الجزيرة التي مررت مغالطات تبون حول الصحراء وحول اتهام المغرب بالإرهاب، غير مهنية وتظهر بثوب المنحاز، وتذهب عكس تيار الشعب القطري والدولة القطرية اللذان يجمعان على مغربية الصحراء وسيادة المغرب على أراضيه".
وخلص كنون إلى أن " الدول العربية ومعظم دول العالم الأخرى باستثناء الجزائر، تعترف بمخطط الحكم الذاتي، وحتى لو صرح تبون لأكثر من منبر أخر عكس ذلك فلن يغير أي شيء على أرض الواقع".