عقب إعلان رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة شهر يوليوز المقبل، بعد الخسارة التي مني بها حزبه في الانتخابات البلدية. قال نبيل درويش، المتخصص في الشؤون الإسبانية، إن "سانشيز في مناورته السياسية المرتقبة شهر يوليوز المقبل، قد يحقق النجاح، مما يعني استمرار التجربة الحالية، لكن هذا لا يمنع أن نتوقع سيناريو آخر، وهو احتمال فشل بيدرو سانشيز في وقف النزيف وبالتالي فوز الحزب الشعبي اليميني وحزب بوكس اليميني المتطرف بالانتخابات التشريعية المقبلة وتشكيل حكومة جديدة باسبانيا".
وأضاف درويش في تصريح خص به "الأيام24″، إنه إذا فاز الحزب الشعبي بالانتخابات التشريعية، "سيكون مضطرا للتحالف مع أقصى اليمين لتشكيل الحكومة، وهو أمر محرج داخليا وأوروبيا، وإن لم يكن سابقة في أوروبا".
وتابع المتحدث: "يجب أن نقر أن قرار الحكومة الإسبانية بدعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء كان قرار دولة، وتم بتوافق مستتر من الحزب الشعبي، وإن كان هذا الحزب يعبر عن موقف معارض لقرار رئيس الحكومة، لكن هذا مجرد تنزيل للعبة السياسية".
وأوضح الخبير في الشؤون الإسبانية، أنه "رغم ذلك، ففوز الحزب الشعبي وتحالفه مع حزب بوكس اليميني المتشدد، سيضع العلاقات المغربية الإسبانية أمام امتحان جديد، بحكم أن النخبة المتحكمة في الحزب الشعبي بزعامة فيخو، لا تعرف المغرب بشكل جيد، ولديها تصورات عامة عن الجار الجنوبي لإسبانيا، مثلما أن المسؤول عن العلاقات الخارجية للحزب استيبان بونس غونزاليث، والمحتمل أن يكون وزير خارجية الحكومة اليمينة، مقرب جدا من الجزائر".
وأشار درويش، أن "التحدي الثاني يأتي من حزب بوكس الذي رغم عدم اهتمامه بقضية الصحراء المغربية ومقاطعته للبوليساريو في اللجان التي تشكل لدعم الجبهة في البرلمانات الجهوية، لاعتباره أنه ملف يهم السياسة الخارجية التي هي أمر بيد الحكومة المركزية، بيد أن له ارتباطات ببعض التيارات المتشددة داخل المؤسسة العسكرية المناوئة تقليديا للوحدة الترابية للمغربية، وهو التيار الذي يعبر عن مواقفه بعض الجنرالات المتقاعدين في بعض المقالات التي تنشرها صحيفة ايل موندو بين الفينة والأخرى".
وأردف: "يمكن أن يوظف هذه الورقة للضغط والتفاوض في قضايا أخرى، مثلما أنه سيمارس ضغطا كبيرا على المغرب في ملف سبتة ومليلية في محاولة لإرضاء قواعده"، مشيرا أنه "سيضغط في مسألة الهجرة غير الشرعية على المغرب، وسيدفع باتجاه تشديد القوانين على المهاجرين القانونيين في إسبانيا ومن بينهم حوالي مليون مغربي، حتى ينفذ جزءا من سياسته التي يبني عليه خطابه، وسيمارس ضغطا محتملا على المغرب في ملف ترحيل القاصرين أيضا، لذلك وجب الانتباه بدقة لما يجري في إسبانيا الآن".