Getty Images اجتمعت تسع دول عربية في مدينة جدة السعودية لمناقشة إنهاء العزلة الدبلوماسية لسوريا. وشارك في الاجتماع ممثلو دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والعراق والأردن. وعلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية بسبب طريقة تعامل دمشق مع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، وما تبعها من حرب أهلية وصراعات مسلحة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص. كما أجبر حوالي نصف تعداد سكان سوريا، قبل عام 2011، على ترك منازلهم. لكن قرار التقارب مع دمشق، المدعومة من إيران، لقي مزيدا من التأييد، في أعقاب القرار الذي اتخذته كل من طهرانوالرياض، الشهر الماضي، باستئناف العلاقات بين البلدين. وسيعرض أي قرار بشأن إعادة مقعد سوريا إلى جامعة الدول العربية أثناء الاجتماع القادم للجامعة في 5 مايو/ أيار القادم. ووصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، يوم الأربعاء، إلى جدة، في أول زيارة من نوعها منذ بدء الصراع السوري، وهو ما اعتبره مراقبون أحدث مؤشر على انخفاض حدة التوترات مع دمشق. وبحث المقداد ونظيره السعودي "الخطوات اللازمة" لإنهاء عزلة دمشق، بحسب بيان سعودي صدر يوم الأربعاء. ومن المرجح أن تثير أي توصيات بشأن إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، خلال اجتماع الجامعة القادم، اعتراضات في عدد من العواصم الغربية. "شعرنا بالخيانة الشديدة" وقال آرون لوند من مركز أبحاث القرن الدولي لوكالة فرانس برس إن إعادة سوريا إلى الجامعة العربية يبعث "برسالة إلى المعارضة، مفادها أن الأسد سينتصر في النهاية". ونقلت الوكالة عن بعض سكان محافظة إدلب، الواقعة في شمال سوريا والتي تسيطر عليها المعارضة، قولهم إنهم شعروا ب"الخيانة" من تحركات إعادة سوريا إلى الجامعة العربية. Getty Images أودى الصراع في سوريا بحياة أكثر من نصف مليون شخص. تجاوز الخلافات بين دول الخليج وعلق رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مساء الخميس في مقابلة مع التلفزيون القطري الرسمي، عن احتمال عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قائلا: "لم يُقترح أي شيء بعد. كل ما يثار هو تكهنات". ولكن يربط مراقبون اجتماع جدة بإعلان الرياضوطهران، في 10 مارس / آذار، عن استئناف العلاقات بينهما بوساطة صينية. كما بدأت، يوم الجمعة، عملية تبادل نحو 900 سجين بين أطراف النزاع في اليمن يُتبع بعضهم لجماعة أنصار الله الحوثية، المدعومة إيرانيا، والبعض الآخر للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية. وقد أجرى السفير السعودي في اليمن، هذا الأسبوع، محادثات مع الحوثيين. وتنافست كل من المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وإيران على فرض النفوذ في المنطقة من خلال حروب بالوكالة في اليمن وفي سوريا. لكن محللين يقولون إن السعودية تحاول الآن تهدئة المنطقة حتى تستطيع التركيز على تنفيذ مشاريع محلية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر اقتصادها الذي يعتمد، بشكل كبير على النفط. ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي مقيم في الرياض، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إنه على الرغم من أن جامعة الدول العربية تتخذ قراراتها بالإجماع، إلا أن الاتفاق بالإجماع غير مرجح. وأضاف أن "الاجتماع يهدف الى تجاوز الخلافات الخليجية، بشأن سوريا، قدر الإمكان". وقال الدبلوماسي للوكالة: "السعوديين يحاولون على الأقل ضمان عدم اعتراض قطر على مقترح عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في حال طُرح للتصويت".