أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن فيروس "إيبولا" القاتل يمكن أن يظل في السائل المنوي أكثر من عامين بعد التعافي من الفيروس. الدراسة أجراها باحثون بجامعة كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، اليوم الخميس، في دورية (Open Forum Infectious Diseases) العلمية.
وأكد فريق البحث الذي شمل محققين من إدارة الأبحاث السريرية ومقرها ولاية أوهايو الأمريكية، ومستشفى "الوا" فى ليبيريا إلى العثور على الحمض النووي الريبوزي (RNA) لفيروس إيبولا، فى السائل المنوي للرجال الذين سبق لهم إجراء اختبار كشفت سلبية ظهور الفيروس في السائل المنوي.
وشملت الدراسة 149 من الذكور في دراسة جماعية طولية الأمد للناجين من إيبولا في ليبيريا، وافقوا على التبرع بالسائل المنوي لأغراض بحثية.
ومن بين من شملهم البحث، كان فيروس إيبولا لا يزال موجودًا في السائل المنوي ل13 رجلاً، من بينهم 11 رجلًا مر على تعافيهم من الفيروس عامان.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة، تدفع إلي ضرورة مراجعة المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2016 المتعلقة بانتقال إيبولا عبر الاتصال الجنسي.
وتنصح منظمة الصحة الناجين من الفيروس باتخاذ تدابير مثل الامتناع عن ممارسة الجنس المباشر واستخدام الواقي الذكري على الأقل بعد 12 شهرًا من التعافي، أو سلبية اختبار وجود الحمض النووي الريبوزي للإيبولا لمرتين.
وأشار الباحثون إلي أنه على الرغم من ثبوت انتقال فيروس إيبولا عن طريق الجنس في وقت مبكر بعد الإصابة بالعدوى الحادة، إلا أنه ليس من المعروف ما إذا كان وجود الحمض النووي الريبوزي للإيبولا مرتبطا بانتقال عدوى الفيروس، وما إذا كان هذا الانتقال يتم على المدى البعيد أم لا.
يذكر أنه تم تحديد فيروس إيبولا للمرة الأولى في 1976، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص، وبدأ المرض بالانتشار في غينيا عام 2013، ليمتد إلى ليبيريا وسيراليون.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن وباء إيبولا أصاب 28 ألفًا وقتل أكثر من 11 ألفًا و300 منهم في سيراليون وغينياوليبيريا بمنطقة غرب إفريقيا.
و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى (90%)، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير.