قال علماء أمس الأربعاء إن فيروس الايبولا قد يظل موجودا في نطفة الرجال الناجين من المرض الفتاك لمدة تسعة أشهر على الأقل عقب ظهور أول أعراض للعدوى وهو وقت أطول مما كان يعتقد من قبل. وقال الباحثون في نتائج مبدئية -أثارت شكوكا بشأن كيفية وموعد انتهاء الوباء في غرب افريقيا- إنهم لا يعرفون ما اذا كانت آثار الفيروس المكتشف قد تكون حية أو معدية. وقال بروس ايلوورد خبير الايبولا في منظمة الصحة العالمية « تجئ هذه النتائج في وقت مهم وحرج للغاية ما يذكرنا بانه فيما تأخذ أعداد حالات الايبولا في الانحسار باستمرار إلا ان الناجين من الايبولا وعائلاتهم سيظلون يكافحون آثار المرض »، حسب ما جاء في وكالة الأنباء رويترز. وقال إن الناجين -ومنهم نحو 17 ألفا في غرب افريقيا- في حاجة الى « دعم مستمر وقوي خلال فترة من ستة أشهر الى عام لمواجهة هذه التحديات وحتى يطمئنون الى ان شركائهم لن يتعرضوا لاحتمال الاصابة بالفيروس ». وأصاب وباء الايبولا 28 ألفا وقتل أكثر من 11300 منهم في تفش تركز في سيراليون وغينيا وليبيريا فيما تبذل جهود للقضاء عليه نهائيا. ويقول الخبراء في مجال الايبولا إنهم لا يزالون يتعرفون على المزيد عن الوباء وآثاره على الناجين على المدى الطويل. وقال جوناثان بول استاذ الفيروسات الجزيئية بجامعة نوتنجهام البريطانية إن هذه النتائج التي اعلنت أمس تبعث على القلق. وقال في تعليق بث على البريد الالكتروني « يؤكد ذلك ان بامكان فيروس الايبولا البقاء في الجهاز التناسلي فترة لا بأس بها من الزمن تصل الى شهور عقب اختفاء الفيروس من الدم كما ان ذلك يوضح على نحو مزعج ان هذا المستودع مصدر محتمل للاصابة بعدوى جديدة على المدى الطويل ». وتضمنت الدراسة 93 من الناجين الذكور فوق سن 18 من فريتاون ممن تبرعوا بعينات من نطفهم لاختبارها وانضم هؤلاء للبحث من شهرين الى عشرة عقب بدء ظهور أعراض المرض عليهم. وقال الباحثون في بيان عن النتائج التي نشرت في دورة نيوانجلاند الطبية إن مزيدا من الفحوص تجري لهذه العينات بمعرفة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها « لتحديد ما اذا كان الفيروس حيا أو معديا ». وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يتعين مرور 42 يوما دون ظهور اي اصابات جديدة في أي بلد لإعلان خلوها من وباء الايبولا. ويقول الباحثون إن الاتصال الجنسي هو التفسير المرجح لاعادة ظهور الوباء في المنطقة لأن الفيروس يبقى في الأنسجة الملساء بالجسم وفي السائل المنوي فترة تتجاوز فترة الحضانة ليظل بالجسم مدة تصل إلى 90 يوما.