أدت تصريحات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، التي أدلى بها في حوار مع الإعلامية الجزائرية بالقناة ذاتها، خديجة بن قنة، حول العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، إلى ردود فعل من داخل وخارج الجزائر، خاصة بع قوله "إن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن موقفهم هذا هو ردة فعل"، مضيفا "نأسف لوصول العلاقة بين الجزائر والمغرب إلى هذا المستوى بين بلدين جارين". وتعليقا على تصريحات الرئيس الجزائري، قال وليد كبير، الإعلامي والنشاط السياسي الجزائري، إن ما قله حول العلاقة بين الجزائر والمغرب، هو ترجمة لتفكير النظام الجزائري الذي بنى وجوده وديمومته على العداء مع المملكة، مضيفا أن "رجوع العلاقات مع المغرب لطبيعتها مع هذا النظام، لن يتحقق".
وأوضح كبير في تصرح خص به موقع "الأيام 24″، أن هذا الفكر مبني على جذور عدة، والتي من بينها قضية الصحراء المغربية، مضيفا أن أكبر علمية نصب حديثة عرفها العالم تتعلق بالأراضي التي اقتطعتها فرنسا من المغرب لصالح الجزائر الفرنسية، والذي تم طرحه على المستوى الإعلامي المغربي، مما أدى إلى رد فعل من قبل النظام الجزائري الذي يؤكد أنه ليس مستعد للحوار مع المغرب.
وأضاف الناشط السياسي الجزائري، أنه يُفرض على النظام الجزائري العودة لعمق المشكل، كما يلزمهم الوفاء بما تعهدت به الدولة الجزائرية نحو المغرب قبل الاستقلال من خلال اتفقا يونيو 1961 الذي وقعته الحكومة الجزائرية المؤقتة مع الحكومة المغربية. مشيرا إلى أن "تصريح الرئيس الجزائري يتناقد مع خطابه حول تنظيمهم قمة عربية للم الشمل"، مشيرا إلى أن هذا منطق عدواني للذي لا يؤمن بالحوار وحسن الجوار.
كما عبر الرئيس الجزائري، يُضف كبير، عن ما يعيشه النظام من حالة يأس بخصوص ملف الصحراء المغربية، بعد الموقف الإسباني الداعم لمخطط الحكم الذاتي، مبرز أن تبون "حمل مغالطة في حديثه عن الموقف الإسباني"، والتي تتجلى في كون موقف بيدرو سانشيز حول تحمل إسبانيا لمسؤوليتها التاريخية ودعم المخطط المغربي، لم يكن قرار شخص في الحكومة الإسبانية، مؤكدا أنه موقف للدولة الإسبانية كموقف الولاياتالمتحدة الذي ظل قائما حتى مع مجيئ إدارة بادين للبيت الأبيض.
وأضاف الإعلامي الجزائري، أن المغالطة الثانية في كلام تبون تتعلق ب"كون إسبانيا لها المسؤولية عن أقاليم الصحراء"، حيث أن إسبانيا أبلغت الأممالمتحدة مرتين من خلال اتفاقي مدريد 1975 وفي فبراير 1976 على أنها لم تعد القوة الإدارية في الصحراء المغربية".
وحول حديث تبون عن قيامه بواسطة جزائرية بين روسيا وأكرانيا، أكد الناشط السياسي الجزائري، أن تصريح تبون يُعد استخفافا بالجزائريين أنفسهم، مبرزا أن "النظام الذي فشل في لم الجزائريين وحل المشاكل السياسية على المستوى الداخلي، وفشل في علاقته مع جاره المغرب" لن يقوى على القيام بواسطة بي القوى الكبرى متصارعة.
أما فيما يتعلق بحديث تبون عن تدبدب العلاقات بين الجزائروفرنسا وقرب عودة السفير لجزائري لباريس، فقد اعتبر كبير أن هذا الخطاب فيه تناقد كبير والذي يؤكد أن النظام الجزائري الحاكم ليست له القدرة عن تخلي عن دعم فرنسا وأنه متعهد دوما بالحفاظ على مصالح فرنسا وصونها طبقا لما اتفق عليه في 19 مارس 1962.
وأكد الإعلامي الجزائري، أن النظام الجزائري وديمومته تتعلق بفرنسا، مؤكدا أنه "في حالة تخلي هذه الأخيرة عن هذا النظام فلن يستمر"، قائلا: "العلاقة بين فرنسا والنظام الحاكم بالجزائر، علاقة أم بابنتها، حيث أن فرنسا هي التي دعمت هذا النظام منذ الاستقلال والذي لا ستند إلى الشرعية الشعبية".