خصّصَ الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، حيزا هاما في لقائه الاعلامي الذي بثه التلفزيون الرسمي، حول علاقات بلاده الدبلوماسية مع اسبانيا وارتباط توترها بقضية الصحراء المغربية وقرار مدريد بدعم الحكم الذاتي فيها، وخلاله اشترط الرئيس الجزائري تراجع حكومة بيدرو سانشيز عن موقفها الأخير الذي اعترفت فيه بالمبادرة المغربية كحل جدي وواقعي وذو مصداقية في تسوية النزاع المفتعل، لاستئناف العلاقات الثنائية بين البلدين. وما قامت به إسبانيا، وفق تصريح عبد المجيد تبون، "أمر غير مقبول اخلاقيا وتاريخيا"، أن الجزائر كانت لها علاقات جيدة مع إسبانيا قبل أن "يكسرها" بيدرو سانشيز بسبب قراره الأخير المؤيد لمغربية الصحراء، معتبرا أن الأزمة التي تمر بها العلاقات الثنائية سببها الحكومة، وأن علاقات الجزائر بالدولة الإسبانية "متينة جدا" لان الحكومة ليست هي إسبانيا، وفق تعبير تبون.
مساومة اقتصادية لقرار سياسي
ويقول محمد يحيى أستاذ القانون العام في حديث ل"الأيام 24″ أن النظام الجزائري يعي جيدا أهمية القرار الاسباني والوزن السياسي للموقف الذي يفوق حتى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أو دعم برلين للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. ومن هذا الباب يؤكد المتحدث أن الجزائر تحاول مساومة القرار الاسباني ووضعه في كفة الميزان السياسي.
وتصريحات الرئيس الجزائري، بحسب المحلل السياسي، استمرار لحالة "التوتر الصامت" الذي دخلته العلاقات الجزائرية الاسبانية والتي كان محركها الأساسي، ملف الصحراء المغربية، إذ سبق للجزائر مباشرة بعد قرار مدريد حيال دعم المبادرة المغربية، أن قررت "منح الأولوية في امدادت الغاز في جنوب أوروبا لإيطاليا على حساب اسبانيا، كعقاب اقتصادي على الموقف الاسباني".
التوتر في العلاقات، دشنه قرر نظام الرئيس عبد المجيد تبون استدعاء سفيره بمدريد من أجل التشاور، وذلك على خلفية موقف إسبانيا الأخير من الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وفي بيان سابق لوزارة الخارجية الجزائرية أن "السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الإسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية، وتفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية، قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري".
واعتبر النظام الجزائري على لسان المبعوث الخاص المكلف بملف الصحراء ودول المغرب العربي بوزارة الخارجية، عمار بلاني، أن اعتراف إسبانيا بالحكم الذاتي كحل جدي وواقعي وذو مصداقية، يعادل الاعتراف "غير المبرر" بمغربية الصحراء، وفق تعبيره.