أعلن شكيب بنموسى وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، الأربعاء الماضي، خلال حفل جائزة التميز الرياضي المقدمة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عن مشاركة المغرب في الملف الثلاثي لاستضافة كأس العالم 2030 بمعية البرتغال واسبانيا. وجاء هذا الاعلان بعد الرسالة الملكية التي تقدم لقراءتها شكيب بنموسى أمام انظار الرئيس الرواندي بول كاغامي، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفنتينو، وأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الافريقي للكرة، ورؤساء الجمعيات وأعضاء الإتحاد، وبعض أساطير كرة القدم. وفي حالة إذا تم التصويت على الملف سيكون مكسبا كبيرا للمملكة المغربية، وخاصة من الجانب الرياضي والاقتصادي، لتحقيق ذاته اكثر نظرا لكون المغرب بلد رائد في كلى المجالين.
ملف قوي قال منصف اليازغي الباحث في السياسات الرياضية أن:"المغرب ليس حديث العهد بطلب الترشيح لان هذا الطلب يعد السادس في تاريخ المملكة المغربية، وأنه في مناسبتين كان قريب من الفوز باحتضان المونديال، لكن هناك اشياء تقع في اخر لحظة لم تكن قانونية، تجعل البلد خارج الحسابات ويعطى شرف التنظيم الى بلد أخر".
وأضاف المحلل في المجال الرياضي في حديثه مع "الايام 24″ أن:"المغرب بعد فشله في تنظيم دورة 2026، اصدر الديوان الملكي بلاغا يؤكد فيه على المغرب سيتقدم بملف احتضان كأس العالم 2030، وأن ما اعلن عنه بالأمس ليس وليد فكرة الامس او السنة، وانما تعود فصولها الى خمس سنوات سابقة".
وأوضح منصف اليازغي أن:"هذا الترشيح يكرس الصورة التي طبعها المغرب في السنوات الأخيرة، كقوة رياضية على الصعيد الافريقي، بدليل انه أتى على الاخضر واليابس على المستوى الأندية والمنتخابات" مشيرا أن "هذا يجسد رؤية كروية وخلق اشعاع رياضي، حيث تم توقيع حوالي 42 إتفاقية مع مختلف الاتحادات، تشمل تسهيلات لاحتضان مباريات المنتخبات الافريقية التي لا تتوفر على ملاعب تتلائم مع الشروط التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم".
واستطرد المتحدث نفسه قائلا:"أن المغرب كان حاضرا بقوة على المستوى القاري لم يكن ذلك عن طريق الخطابات وانما كان عن طريق العمل، وأن المغرب بصدد استثمار تراكمات قام بها على الصعيد الوطني، واستغلال الصورة التي تشكلت في اذهان الإتحاد الدولي لكرة القدم، بعد تحقيقه المركز الرابع في مونديال قطر 2022″ مضيفا أن "هذا الملف هو رهان ثلاثي بين المغرب واسبانيا والبرتغال، لانه من الصعب اصبح تنظيم المونديال من طرف دولة واحدة نظرا أن الكأس يضم 48 منتخبا".
وابرز الباحث في شؤون السياسة الرياضية أن:"إسبانيا لم تقدم طبقا من ذهب للمملكة المغربية، لان المغرب يعتبر ورقة رابحة، اولا استثمار الانجاز الأخير، وايضا استفادة من الاصوات التي سترشحه من أجل الظفر بشرف الاحتضان" موضحا أنه "من المتوقع ان يحرز الملف اكثر من 100 صوت، نظرا أن اوروبا تعرف ان هذا المشروع ستستفيد منه جميع الدول الموجودة في كنف القارة العجوز".
والنسبة إلى الملفات الاخرى قال اليازغي:"يظهر أن ملف السعودية ومصر واليونان هو ملف مرتبك لان هذه الدول توجد في ثلاث قارات، وانه لا يمكن استفادة من التنظيم لان الفيفا لا تمنح ذلك لنفس القارة الا بعد نسختين" مبرزا ان "شرط السعودية بحصول على 75 في المائة من نسبة المقابلات، مقابل تسديد كافة المصاريف التي يتطلبها التنظيم سيصعب المهمة شيئا ما".
واردف أيضا أن:"الملف الرباعي لامريكا اللاتينية صعيب جدا لكون تباعد المسافات، وأنه لا يمكن استضافة الحدث لان النسخة المقبلة ستقام في الأراضي الامريكية، كما أنه هناك الملف الصيني الذي قد يخلق المفاجئة علما أن هذه الدولة ترغب في خلق ثورة كروية، مع استبعاد الملف البريطاني الذي فضل تنظيم اليورو بدل كأس العالم نظرا لتكاليفه المالية الباهضة".
ونوه الباحث على المجهودات التي تبدلها المملكة المغربية في هذا الشأن، علما أن الإعلان كان من قلب أفريقيا في رسالة أن المغرب لا يمثل نفسه فقط بل يمثل القارة بأكملها، يظهر انه هناك ترتيبات مسبقة وذكاء في التعامل مع الحدث، وحتى لا نسبق الزمن ننتظر ماذا سيسفر عنه التصويت.
ازدهار اقتصادي
وفي سياق متصل، أوضح الخبير الاقتصادي المغربي محمد جدري أنه:"إذا تم قبول ترشيح الملف الثلاثي المشترك بين المغرب واسبانيا والبرتغال لاستضافة مونديال 2030 من طرف جهاز الفيفا، سيعود بالنفع على المملكة المغربية قبل واثناء وبعد المونديال" مشيرا أن "قبل المونديال ستكون مجموعة من الاستثمارات من أجل تحسين البنية التحتية كل ما يتعلق بالملاعب بالفنادق وبالنقل السياحي، بالإضافة إلى الطرق والنقل الجوي والبري وشركات الحراسة والخدمات وغيرها من المجالات".
وأضاف محمد جدري في حديثه مع "الأيام 24″ أن:"أثناء المونديال ستشهد المملكة المغربية تدفقا من طرف المتفرجين وايضا السياح كما شهدناه في كأس العالم قطر 2022، وأن هذا الامر سيرفع من المبيت في الفنادق والاستهلاك المحلي والصناعة التقليدية الشيء الذي يخلق رواجا اقتصاديا الذي يؤدي الى إحداث مناصب شغل كبيرة".
وأردف المحلل الاقتصادي أيضا أن:" بعد المونديال سيصبح المغرب قبلة او وجهة سياحية اكبر ما هي عليها الآن، وأن هذا الحدث اذا تم استضافته سينعكس على المغرب بشكل ايجابي على المستوى الاقتصادي، وخلق الثروة وفرص الشغل للشباب المغاربة".