في منتصف شهر يونيو الماضي أعلن وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي ترشح المغرب لاستضافة نسخة 2030 من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، إعلان جعل مجموعة من الدول المغاربية والأوروبية تحاول أن تخطب وده من أجل تقديم ملف مشترك معها. البداية كانت مع الجارة الجزائر، حيث باشرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "فاف" تحركاتها الرسمية من أجل التقدم بملف مشترك رفقة تونس والمغرب لاحتضان هذا الحدث العالمي، ثم بعدها جاءت إسبانيا، والتي عرض رئيس حكومتها بيدرو سانشيز على نظيره المغربي سعد الدين العثماني، تقدم البلدين بالإضافة إلى البرتغال، بملف مشترك. وفي انتظار رد رسمي من المغرب، يبقى السؤال مطروحا حول الخيار الأنسب للمغرب من أجل الفوز بشرف تنظيم هذا الحدث العالمي، هل الترشح بشكل منفرد أو بملف مشترك، وما هو الملف الأكثر حظا؟ الجواب في الحوار التالي مع الخبير الرياضي منصف اليازغي. بشكل منفرد أو ملف مشترك، في نظركم ما هو الخيار الأنسب للمغرب من أجل الفوز بشرف تنظيم كاس العالم 2030؟ من خلال التجارب السابقة وبحكم السياق الذي نعيشه مؤخرا، والذي أصبح يتميز بالتكتلات، اعتقد أن التوجه نحو ملف مشترك سيكون هو الأنسب للمغرب، حيث إذا ما أضفنا ثقل هذا الأخير، والذي يتمتع بتعاطف العديد من أفراد المجتمع الرياضي إلى جانب الإرث الذي يتوفر عليه من الترشيحات السابقة، إلى الثقل الكروي الذي يتمتع به كل من البرتغالواسبانيا، فستكون هناك حظوظ أقوى للفوز بتنظيم المونديال. ما هو الخيار الأكثر واقعية والأوفر حظا بالنسبة للمغرب، هل الملف المغاربي أو الأوروبي؟ أعتقد أن المغرب يمتلك إرث 5 ترشيحات، وتوجهه نحو تونسوالجزائر سيجعله يخسر مجددا بحكم أنه سيضيف إليه عبء دولتين، بالتالي على المغرب أن يتطلع إلى نقط تعزز حظوظه وليس إلى نقط قد تضعفه، ذلك أن الملف المغاربي تحكمه العاطفة أكثر من الواقعية، والمغرب يجب أن يكون أكثر واقعية ويتوجه إلى الجارتين الشماليتين. هذا ويحرص المغرب دائما على تعزيز علاقته بالاتحاد الأوروبي، بالتالي فتنظيم مونديال مشترك مع اسبانياوالبرتغال سيكون فرصة بالنسبة إليه للقيام بذلك، كما أنني أعتقد أن هذا المونديال يمكن أن يكون سببا في تحقيق حلم الراحل الحسن الثاني وهو بناء جسر يربط بين القارتين الأوروبية والإفريقية عن طريق المغرب واسبانيا. ما هي الدروس التي يجب أن يستخلصها المغرب من الترشيحات السابقة، ويستفيد منها من أجل تعزيز حظوظه للفوز بمونديال 2030؟ كما هو الشأن بالنسبة للعلاقات السياسية، فالعلاقات الرياضية بدورها لا تحكمها العاطفة، ونحن عشنا تجربة الترشيح السابق لمونديال 2026 وكيف أن دولا كنا نعتقد أنها ستصوت للمغرب بشكل بديهي لكنها صوتت للجهة المنافسة، بالتالي يتوجب على المغرب أن يستفيد من هذا الدرس وأن يمارس من الآن لعبة دبلوماسية جديدة، تعتمد على استمالة الأصوات بأشياء واقعية وليس بالعاطفة.