أعادت حادثة التسمم الناتج عن تناول نبتة ضارة تسمى ب"الداد" التي راح ضحيتها طفل وأصيب ثلاثة اخرون يوم الثلاثاء الماضي بمدينة تازة، النقاش حول ضرورة التحسيس بخطر استعمال المواطننين للأعشاب والنباتات بغرض التداوي في حياتهم اليومية.
أكد نبيل العياشي أخصائي الحمية و التغدية، في تصريحه ل"الأيام24 "،أن التعامل مع الأعشاب والنباتات يجب أن يكون بحذر شديد، نظرا لخطرها الكبير على صحة الإنسان، وأضاف أن ''استهلاك الأعشاب له وقته وكمياته الخاصة به، فالنبتة التي تأخد بكمية صغيرة ليست كتلك التي تؤخد بكمية كبيرة، والنبتة التي تؤخد لوحدها ليست كتلك التي ستمزج بنبتة أخرى، مشيرا إلى أن الاستهلاك غير العقلاني للأعشاب والنباتات له تأثير كبير على صحة الإنسان، خاصة على جهاز الكبد، وقد تؤدي بعضها إلى الوفاة في بعض الأحيان نتيجة تسممات خطيرة'' .
وأوضح العياشي، أن الأعشاب قد تختلف حسب درجة استعمالها، فهناك أعشاب غدائية، وأخرى تستعمل للتنسيم، بينما هناك أعشاب ونباتات تستعمل في الأدوية، وأخرى مضرة غير صالحة الإستعمال قد تصيب جسم الإنسان بتسممات خطرة.
ووجه الخبير في التغدية، رسالة إلى الوزارة المختصة من أجل القيام بالتوعية والتحسيس بخطورة بعض الأعشاب والنباتات، إلى جانب تقنين استهلاكها واستعمالها، إضافة إلى تقنين عملية بيعها بالأسواق التي تجعلها رهن إشارة المواطنين.
من جانب اخر، وفي سياق الحديث عن النباتات السامة وخطورتها على صحة الإنسان، أكدت الدكتورة نعيمة غالم، طبيبة اختصاصية في التسمم، في تصريحات سابقة لها أن ''فئة الأطفال تظل الأكثر عرضة بقوة بنبتة "الداد" المنتشرة بقوة في المناطق النائية أو الخلاء بنواحي المدن، فضلا عن جنوب المغرب''، مشيرة إلى أن "الداد من أكثر النباتات فتكا بالمغرب، غلى اعتبارها مسؤولة عن وفاة 9,4 في المائة من الحالات التي تسممت بها خلال السنوات ال10 الماضية"، أيْ أن هذه النبتة تخلف وراءها تسع حالات وفاة من بين كل 100 حالة مصابة.
وأضافت المسؤولة عن اليقظة السمومية بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أن المركز يستقبل حوالي 160 بلاغا وإخبارا عن حالات التسمم بالنباتات سنويا، وفق إحصائيات همت العشر سنوات الأخيرة (ما بين 2011 و2021)، من مجموع حالات التسمم؛ وهو ما يشكل 3,5 في المائة إلى 4 في المائة من الحالات الإجمالية التي تَرِد على المركز الوطني المذكور.
يشار إلى أن موقع وزارة الصحة وضع إجراءات كثيرة للوقاية من التسمم الناتج عن النباتات والأعشاب الطبية عبر الصفحة الرسمية، حيث حذر من الاستعمال العشوائي للنباتات التي تحتوي على مواد كيميائية، التي يمكن أن تِؤدي بالأطفال إلى الموت من خلال الاستنشاق أو الأكل أو حتى دهن الجلد بالنسبة للمولود أو الرضيع، كما دعا إلى التخلص من النباتات السامة التي توجد بجوار المنازل و المدارس والمنتزهات، واستشارة المختصين في النباتات والأعشاب الطبية لأخد المعلومات عن النبتة قبل استعمالها، إلى جانب تجنب التطبيب الذاتي، والالتزام بتتبع كيفية الاستعمال كما أوصى بها المختصون.