سبعة قرارات مهمة يشتغل عليها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال عبد الفتاح الوراق، في مؤسسة حساسة ومتكتمة، هي أول ما صدر عن الرجل منذ تعيينه في يناير الماضي خارج تصريف الأعمال اليومية، و''الأيام" تتتبع مفاتيحها وتلتقط تفاصيلها وأبعادها.. سبعة أشهر بالضبط مرت على تعيين الملك للجنرال عبد الفتاح الوراق على رأس المؤسسة العسكرية في منتصف يناير الماضي، في البيولوجيا خلال سبعة أشهر يصبح الجنين أكثر وضوحا وحركية، وتكتمل معظم أنسجته وخلاياه، وفي الميثولوجيا يحمل رقم سبعة دوما دلالات سحرية وأسطورية من 7 أيام و7 سماوات حتى 7 سنابل وسبعة رجال وسبع أمواج... لكن في الجيش، هل تعتبر سبعة أشهر كافية لاتضاح معالم الإصلاح والتحديث الذي يحمله الجنرال الوراق إلى قلب القوة الضاربة للمملكة؟ لأول مرة على عهد محمد السادس، يتم الإعلان عن قرارات للمفتش العام للقوات المسلحة الملكية في ساحة التداول الإعلامي، قرارات تأديبية، عقوبات تطال ضباطا سامين، إعفاءات وإحالات على التقاعد، فتح تحقيقات حول شكاوى ضد مسؤولين كبار في الجيش بسبب تجاوزهم الضوابط العسكرية وعدم احترام القانون، ضبط تواطؤ ضباط مع مهربين للمواد الغذائية... سبعة أشهر مرت على تعيين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، أفرزت سبعة قرارات اعتبرت لدى أكثر من مصدر "مهمة" و''غير مسبوقة'' و"جريئة"، وتسير نحو تحديث أكبر للهيكلة الداخلية للمؤسسة العسكرية في ظل تغيير هادئ في قلب الاستمرارية.
المؤسسة العسكرية تتحرك
منذ تعيينه المفاجئ لأغلب المراقبين والمتتبعين على رأس المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، والعديد من المهتمين يتطلعون إلى الخطوة الأولى التي سيقدم عليها عبد الفتاح الوراق، الذي جاء إلى رأس المؤسسة العسكرية بعد رجالات كبار، وشموا مسارهم في قيادة الجيش، الرجل ابن الدار، اتخذ كل وقته لرسم خارطة الطريق التي عبرها يمكن أن يترك بصمته الشخصية، مصادر متطابقة أكدت ل "الأيام" أن الخطوة التي أقدم عليها عبد الفتاح الوراق تتكون من سبعة قرارات يجمعها خيط ناظم، بعضها يعتبر سيرورة سابقة على وجوده على رأس المفتشية العامة للجيش، بدأها الجنرال عبد العزيز بناني وعززها بوشعيب عروب، ورسخها عبد الفتاح الوراق، مثل قضية تشبيب الجيش وتنقيل مسؤولين بالحدود الشرقية وبالمنطقة الجنوبية، لكن العديد منها هو من إمضاء المفتش العام الجديد وغير مسبوق، وأول الغيث قطرة ثم ينهمر. فما هي معالم خارطة طريق الوراق، التي هي الوجه الآخر لاستراتيجية الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية؟
البصمة الأولى للجنرال الوراق تشتمل الإجراءات التي باشرها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية على سبعة قرارات، تكشف ''الأيام" بعض ألغازها: 1 إحالة ضباط سامين على التقاعد واستكمال تشبيب قيادة الجيش. 2 تغييرات مهمة طالت مسؤولين سامين في الجيش، في مناطق حساسة، على الحدود مع الجزائر وفي المنطقة الجنوبية، في إطار إعادة النظر في وظائف ودور قيادة المنطقة الجنوبية. 3 عقوبات تأديبية ضد مسؤولين عسكريين بسبب تجاوزات خطيرة بقسم التموين بالجنوب 4 هيكلة وإصلاح أقسام حساسة بمديرية التموين وتوقع إنصاف جنرالات ظلوا تحت الظل 5 فتح تحقيق حول علاقة ضباط ومسؤولين عسكريين مع لوبيات التهريب، بعد ضبط وجود تلاعب في المواد الغذائية المدعمة الموجهة نحو الأقاليم الصحراوية، انطلاقا من أكادير. 6 تشكيل لجنة للتقصي والتحقيق في تجاوزات ضد مسؤولين في الجيش، خرقوا القانون ولم يحترموا الضوابط العسكرية، من خلال شكايات وصلت إلى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية من مختلف أنحاء المغرب. 7 التبشير بتغييرات في الهيكلة الداخلية للمؤسسة العسكرية في رسمنا لبروفايل الجنرال الوراق غداة تعيينه يوم 17 يناير الماضي المنشور بالعدد 743 من "الأيام"، تساءلنا: " بعد تعيينه يوم الثلاثاء 17 يناير مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، هل يترك عبد الفتاح الوراق بصماته الشخصية على جهاز شغله صقور جنرالات الحسن الثاني من عبد الحق القادري إلى عبد العزيز بناني حتى بوشعيب عروب، ذلك أن نجاحه في مهامه، حتى لا يكون مجرد فاصلة صغرى في تاريخ طويل، سيفتح الأمل أمام أجيال جديدة من الكولونيلات والجنرالات الجدد الذين يتطورون ببطء لكن بثقة داخل جهاز.. التغييرات التي تطال كل المؤسسات لا تؤثر فيه بالسرعة ذاتها، لأن الأمر يتعلق ببساطة بالعمود الفقري للدولة". وها هو الوراق يقدم الجواب بنفسه، فهل يكون ما أعلنه بيضة الديك؟