بدأ المغرب وإسرائيل منذ مطلع العام الجاري، في تنزيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة في سنة 2021 الخاصة بالتعاون في المجالين الدفاعي والعسكري، حيث رسم الاتفاق، الذي وقعه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، ووزير الدفاع الإسرائلي السابق بيني غانتس، التعاون الأمني بين البلدين "بمختلف أشكاله" في مواجهة "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة". هذا الاتفاق يسمح للمغرب باقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير. الأمر الذي بدأ تفعليه عبر العديد من الزيارة العسكرية والأمنية من كلا الطرفين وذلك للدفع بالسرعة الازمة بالنظر إلى التحولات التي تطرأ على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في هذا الإطار قام الجنرال دو ديفيزيون محمد بن الوالي مفتش المدفعية الملكية بزيارة عمل لدولة إسرائيل، هي الأولى من نوعها، تم خلال التعرف علة قدرات مدفعية جيش الدفاع، والتحديات الميدانية التي تواجهها عبر زيارات لعدة مواقع عسكرية. وذلك في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري المتينة بين القوات المسلحة الملكية وجيش الدفاع الإسرائيلي.
من جهة أخرى، استقبل الجنرال دو ديفيزيون العابد العلوي بوحامد مفتش القوات الملكية الجوية، خلال هذا الأسبوع، بالمغرب، الميجر جنرال تومر بار، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك لبحث تعزيز التعاون الميداني والتقني وتبادل الخبرات وتعزيز التكوين والتمارين المشتركة. حيث يرافقه رئيس قسم التدريبات بسلاح الجو الإسرائيلي. وذلك لتعزيز البعد الردعي على مستوى سلاح الجو بالتعاون مع دولة إسرائيل، والذي هو أحد أهم أركان برنامج التعاون بين البلدين.
وتعليقا على الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير الأمني والعسكري، إن العلاقات المغربية الإسرائيلية، عرفت قفزة مهمة بعد الاعلان عن استئناف العلاقات الرسمية سنة 2020، مضيفا أنه ورغم أن نسبة المبادلات بين البلدين عرفت زيادة تقدر 94%، في عدة مجالات متنوعة تشمل المبادلات التجارية والاقتصادية، والفلاحية، فإن الشق العسكري من العلاقات بين البلدين هو الذي يحظى باهتمام كبير من طرف المهتمين والاعلام الدولي.
وأوضح الطيار، في حديثه مع موقع "الأيام 24″، أن توقيع اتفاق التعاون الامني في نونبر 2021، بين البلدين محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية ، ناهيك عن تعدد تبادل الزيارات بين المسؤولي العسكريين والامنيين، والاعلان عن توقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية، في مجال اللوجستيك والتدريب واقتناء وتحديث المعدات والتجهيزات العسكرية.
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن الاعلان عن التعاون بين البلدين، عجل بتنفيذ أكثر في مجال الصناعات الدفاعية خاصة الصناعات الحربية، والإلكترونية الدقيقة، وانخراط إسرائيل في مساعدة المغرب لدخول مجال التصنيع الحربي المتطور، واستعدادها لتبادل خبرتها الرقمية في الصناعات الحربية.
وأكد الخبير الأمني والعسكري، أن حصول المغرب على العديد من المعدات الإسرائيلية الدفاعية المتطورة، جعلته في وضعية متفوقة بكثير في محيطه الاقليمي، مؤكدا أن ذلك شكل له دعما سياسيا على المستوى الدول، لا يقل أهمية عن الاعتراف الامريكي بسيادة المغرب على صحرائه.
كما أبرز الطيار، أنه "من المنتظر أن يشهد التعاون العسكري بين البلدين تطورا كبيرا ليشمل الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، ومن المتوقع كذلك ان يشمل جوانب أخرى، بحكم المصالح المشتركة بين البلدين التي تستند على الثقة والتعاون والدعم المتبادل".
وكانت نائبة متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي إيلا واوية، قد ذكرت في تغريدة لها، أن "المسؤول العسكري المغربي يزور إسرائيل لأول مرة". موضحة أن زيارة مفتش المدفعية الملكية المغربية محمد بنوالي، "تأتي في إطار تثمين التعاون والعلاقة بين سلاحي المدفعية الإسرائيلي والمغربي" دون أن تحدد مدتها. وأضافت: "جالت بعثة مغربية على عدة مواقع عسكرية للتعرف عن كثب على التحديات الميدانية العسكرية لسلاح المدفعية الإسرائيلي". وبثّ الجيش الإسرائيلي على منصاته في شبكات التواصل الاجتماعي، صورا للمسؤول العسكري المغربي في زيارة لمواقع عسكرية إسرائيلية برفقة نظرائه من المسؤولين، دون الإشارة إلى موعد بدء الزيارة أو مدتها. وفي 12 شتنبر 2022، دشنت الرباط مرحلة جديدة نحو تعزيز التعاون العسكري مع تل أبيب، عبر زيارة وصفت ب"غير المسبوقة" للمفتش العام للقوات المسلحة المغربية بلخير الفاروق إلى إسرائيل، شارك خلالها في مؤتمر دولي حول الابتكار في المجال العسكري. وفي 10 دجنبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000.