في خطوة تعكس مدى التقارب العسكري بين تل أبيب والرباط، حل قائد سلاح المدفعية الملكية المغربية، الجنرال ديفيزيون محمد بنوالي، بإسرائيل، حيث التقى عددا من المسؤولين العسكريين المشتغلين ضمن جهاز المدفعية والهندسة العسكرية. وأعلن عن هذه الزيارة الأولى من نوعها الجيش الإسرائيلي، إذ ذكرت نائبة متحدث باسمه للإعلام العربي، إيلا واوية، في تغريدة، أن "المسؤول العسكري المغربي يزور إسرائيل لأول مرة"، وأوضحت أن زيارة القائد الأعلى لسلاح المدفعية المغربي "تأتي في إطار تثمين التعاون والعلاقة بين سلاحي المدفعية الإسرائيلي والمغربي". وزادت المتحدثة ذاتها: "جالت بعثة مغربية على عدة مواقع عسكرية للتعرف عن كثب على التحديات الميدانية العسكرية لسلاح المدفعية الإسرائيلي". وبثّ الجيش الإسرائيلي على منصاته في شبكات التواصل الاجتماعي صورا للمسؤول العسكري المغربي في زيارة إلى مواقع عسكرية إسرائيلية، برفقة نظرائه من المسؤولين، دون الإشارة إلى موعد بدء الزيارة أو مدتها. وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي لجريدة هسبريس الإلكترونية موعد هذه الزيارة، التي كانت قبل أسبوعين، حيث زار رئيس سلاح المدفعية للقوات المسلحة الملكية إسرائيل للمرة الأولى؛ وهي الزيارة التي تعكس حجم التعاون الذي بلغه الجيشان. وقال عافية مزرافي، وهو مسؤول في مصلحة الإعلام العسكري، في تصريح لهسبريس، إن الوفدين المغربي والإسرائيلي ألقيا محاضرات مهنية وإستراتيجية بهدف زيادة التعارف بين الجيشين؛ كما زار الوفد الضيف مدرسة المدفعية الميدانية شيفتا". وبالإضافة إلى ذلك، يقول المسؤول العسكري ذاته في تصريحه، "قام الوفد بجولة في قطاع العمليات الشمالي من أجل فهم التحديات العملياتية لسلاح المدفعية". ووقعت تل أبيب والرباط عدة اتفاقيات أهمها مشروع لتصنيع طائرات "كاميكازي" بدون طيار في المغرب. وتعتبر إسرائيل أحد المصدرين الرئيسيين للطائرات بدون طيار. ولدى شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) أكثر من 50 عميلا تشغيليا حول العالم. ويستعد المغرب لدخول عصر الصناعات العسكرية في ظل البيئة الدولية المضطربة، سعيا إلى تحقيق اكتفائه الذاتي وتقليص قاعدته الاستيرادية من الأسلحة الدفاعية، ما يجعلها وثبة طموحة متعددة المَرامي، في ظل العلاقات الإستراتيجية التي تجمعه بالفواعل الصّانعة. وتتجه الرباط إلى "التصنيع الحربي" من أجل حماية أمنها القومي، بحيث تراهن على الشراكة الأمريكية من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، بعدما اشتعلت النزاعات بوتيرة متصاعدة في "المناطق الساخنة" بالقارة الإفريقية.