يحضر ملف الصحراء المغربية بوزنه الثقيل في كل اللقاءت الدبلوماسية التي يعقدها المسؤولون الجزائريون مع نظرائهم من الخارج، وآخرها في استقبال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، السفير الروسي بالجزائر، فاليريان شوفاييف، في إطار التنسيق السياسي بين البلدين، على ضوء المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الجزائري، عبد المجيد تبون. المحادثات المطولة، لم تقف فقط عند السبل الكفيلة بتعزيزها على المستويات السياسية والاقتصادية والطاقية، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بل همت الموضوع الذي تراهن عليه الجزائري وتضعه على رأس أولوياتها، ويتعلق الأمر بملف الصحراء.
وتحاول الجزائر إستغلال تقاربها مع الكرملين، لاستمالة موقف روسي معادي للمغرب في الملف، وهو ما يتعارض مع مواقف الكرملين، حيث سبق لفاليريان شوفايف، السفير الروسي في الجزائر، في حوار أجرته معه جريدة الشروق الجزائرية، أن أكد موقف روسيا من قضية الصحراء كونه يتسم بالشفافية والوضوح، مبرزا قوله "نحن ندعم العملية التي بدأتها الأممالمتحدة، ونرى إمكانية حل هذه القضية القديمة تحت رعاية الأممالمتحدة".
في وقت تصر فيه هيئة الأممالمتحدة على مشاركة الجزائر في المائدة المستديرة باعتبارها طرفا رئيسيا في النزاع، ترى روسيا أنه "يجب على مشاركي النزاع المباشريْن المذكورين في مستندات الأممالمتحدة أن يجدا صيغة الحل النهائية"، وأن "روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، مستعدة لقبول أي حل؛ وإذا لزم الأمر أن نكون ضمانا لأي حل كان لهذا النزاع".
وتشهد العلاقات بين الجزائروروسيا، في الأشهر الأخيرة، تكثيفا للزيارات وزيادة في تبادل الخبرات؛ فيما يحاولان، وهما منتجان غنيان للمواد الهيدروكربونية، تعزيز تعاونهما في مجال الطاقة، في وقت تتغير السوق العالمية.