تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية التأكيد على تأجيل المغرب لاجتماع "النقب2″، وذلك بسبب موقفه الرافض للتصعيدات الأخيرة بالأراضي الفلسطينية.
وتأتي الأنباء العبرية في ظل سعي مغربي لاستضافة القمة، إذ سبق وأن كشفت مصادر متطابقة أن " الرباط ستسعى من خلال هذا الاجتماع على حل عديد من الألغاز التي تحوم حول الاتفاق الثلاثي الذي جمعها مع واشنطن وتل أبيب".
وعقد الشهر الماضي الاجتماع التحضيري لقمة "النقب 2″، وذلك بمشاركة وفود الدول الموقعة على اتفاقات "أبراهام"، وتم من خلاله تسريب معلومات عن موقع هذا الاجتماع المرتقب بالمغرب، إذ أشارت مصادر مطلعة أن مدينة الداخلة في الصحراء المغربية ستكون مكان قمة "النقب 2".
وتأتي الانباء على اعتزام المغرب تأجيل استضافة قمة "النقب 2″، في ظل ضغط نخب إسرائيلية على حكومة نتانياهو، بوجوب إقرار موقف إيجابي من قضية الصحراء المغربية، من خلال دعم مخطط الحكم الذاتي، أو الاعتراف بالسيادة المغربية، وذلك بغية تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة وأن قضية الصحراء هي "نظارة" المغرب في السياسة الخارجية.
في هذا الصدد يقول المحلل السياسي، محمد شقير إن " استئناف العلاقات المغربية مع إسرائيل كانت مرتبطة بمجموعة من التحديات، خاصة في ظل رئاسة المغرب للجنة القدس، وهو الأمر الذي جعل الرباط أمام حتمية الموازنة في علاقاتها مع الطرف الإسرائيلي والجانب الفيليسطيني".
وأضاف شقير في حديثه ل"الأيام 24″، أن " المغرب جسد هذا التوازن من خلال عديد من المواقف الديبلوماسية، والتي عبرت بصريح العبارة عن دعمها للجانب الفيليسطيني"، مشيرا إلى أن " العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي الفيليسطينة جعلت المغرب يحذر بشكل مضاعف في علاقاته مع تل أبيب، ويميز بين تعاون العسكري والعلاقات الديبلوماسية".
وأورد المحلل السياسي، أن " الرباط ترى أن عقد قمة "النقب 2″ من شأنه أي يعطي فرصا ديبلوماسية لدول معادية للمملكة، خاصة الجانب الجزائري، وهو ما يعجل بالتريث في عقد هذا الاجتماع".
وأكد المتحدث ذاته أنه " في ظل عدم وجود تأكيد من قبل أطراف وازنة في اتفاقات أبراهام، خاصة تل ابيب، من مسألة تنظيم القمة في أقاليم المملكة الجنوبية، يزيد من تأكد أنباء تأجيل عقد الاجتماع".