بعد أيام من زيارة ممثل السياسة الخارجية والأمن الأوروبي جوزيف بوريل إلى المغرب، والرهان الذي سعى من أجله إلى تجسير علاقات سوية كاملة على المستوى الاقتصادي تجر وراءها تفاهمات سياسية وتنآى بنفسها عن مطبّات الكولسة والعرقلة التي تظهر شرارتها حين بعد آخر داخل البرلمان الأوروبي، آخرها ما تعتزم المؤسسة الأوروبية مناقشة والتصويت عليه، الخميس المقبل، والمرتبط أساسا بأوضاع حقوق الإنسان بالمغرب. ويعتقد المغرب والاتحاد أن أوضاع حقوق الإنسان والاتفاقيات الاقتصادية، أنه تم القفز عليها منذ سنوات خلت، إلا أنه ليس يسيرا على ما يبدو، خاصة وبزوغ مبادرات تتبناها أقلية سياسية ترمي إلى استهداف المملكة ومصالحها العليا.
وتعتبر مناقشة والتصويت على ملف أوضاع حقوق الإنسان سابقة تاريخية في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ذلك ما أكدته صحيفة "LE SOIR" البلجيكية التي أسهبت في مقاربتها للموضوع من الجانب السياسي، مؤكدة أنه منذ نصف قرن لم يناقش البرلمان في جلسة علنية أوضاع حقوق الإنسان في المغرب.
وعلى العكس من ذلك، تشير الصحيفة البلجيكية إلى أن بعض الفرق السياسية في البرلمان الأوروبي تفضل الرهان على فتح حوار مع السلطات المغربية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان بدل الضغط عبر قرارات البرلمان، وذلك تفاديا لتوتر العلاقات بين الطرفين.
وهناك طيف سياسي داخل الاتحاد الأوروبي، لا يخفي دعمه للمغرب ومصالحه العليا، على غرار الاجماع الحاصل داخل المؤسسة الأوربية حينما تفادى منح جائزة ساخاروف إلى المرشحة أميناتو حيدر، إحدى الوجوه الداعمة للانفصال. كما أن البرلمان يحاول دفع عجلة العلاقات مع المملكة وإبعادها على رياح السياسة الهوجاء على غرار أزمات اتفاقية التبادل التجاري والصيد البحري.
وقد تعيد هذه التحركات لأقلية سياسية معاكسة لمصالح المغرب، وفق مراقبين العلاقة بين الرباط وبروكسل إلى المربع الأول، خاصة وأن ممثل السياسة الخارجية والأمن في المفوضية الأوروبية جوزيف بوريل الذي كان في زيارة للمغرب منذ عشرة أيام، وتباحث مع وزير الخارجية ناصر بوريطة حول العلاقات الثنائية، بحث جاهدا ترميم العلاقة التي تضررت بسبب تصريحاته أولا وتحركات ساسة محسوبين على أحزاب يسارية تسعى للإضرار بمصالح المغرب.
المغرب عبر صراحة وعلنيا على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، أنه توجد أقلية في الإعلام ومؤسسات الاتحاد الأوروبي يقلقها تطور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وتعمل على عرقلته.