AFP سوق أبوظبي للأوراق المالية نستهل جولتنا من صحيفة فاينانشيال تايمز، وتقرير كتبه أندرو إنغلاند وسيميون كير من أبوظبي بعنوان "الشركة الإماراتية التي انتقلت من كونها شركة "مغمورة" لتصبح قيمتها السوقية 240 مليار دولار في غضون 3 سنوات". يبدأ التقرير بالإشارة إلى أن "الشركة العالمية القابضة" لم تكن معروفة على نطاق واسع منذ ثلاث سنوات، وكانت فقط شركة تدير مزارع للأسماك وأعمالا في مجال الأغذية والعقارات، وكان يعمل بها حينذاك 40 شخصا فقط بينما أصبحت الآن مدرجة في بورصة أبوظبي، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 240 مليار دولار أي أكثر من ضعف القيمة السوقية لشركتي سيمنز وجنرال إلكتريك العملاقتين، ويبلغ عدد موظفيها 150 ألف موظف. * أدنوك الإماراتية تستحوذ على 25 في المئة من شركة بورياليس إيه جي النمساوية للصناعات الكيمياوية * التطبيع: الإمارات تؤسس صندوقا لدعم الاستثمار في إسرائيل بقيمة 10 مليار دولار ويعتبر التقرير ذلك "تحولا استثنائيا لم يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج الإمارات العربية المتحدة، ولا يُفهم كثيرًا - حتى من قبل المصرفيين المقيمين في المنطقة". ونقل التقرير عن مصرفي دولي مقيم في المنطقة أنه "لا أحد يعلم" أسباب هذا النمو الهائل للمجموعة التي تمثل الآن ثلث مؤشر فاداكس 15، المؤشر المعياري لسوق أبوظبي للأوراق المالية. و مع ارتفاع سعر سهمها بنسبة 42 ألفا في المئة منذ عام 2019، أصبحت ثاني أكبر شركة مدرجة في الشرق الأوسط بعد "أرامكو السعودية". ويقول التقرير إنه حتى الرئيس التنفيذي للشركة، سيد بصر شعيب، الذي تولى قيادة الشركة في منتصف عام 2019 يقر بأن ذلك "أمر مدهش". وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، أصر شعيب على أن هناك تفسيرات بسيطة لنمو الشركة - نقل ملكية أكثر من 40 شركة، تبلغ قيمتها مجتمعة 4.7 مليار دولار وفقًا للشركة العالمية القابضة، من رويال غروب، وهي تكتل آخر في أبو ظبي. وقال شعيب إن غالبية الشركات تم نقلها بقيمة اسمية قدرها درهم واحد لكل سهم منها. " ومع ذلك، فإن هذا يفسر جزءًا فقط من القصة - فقد تضخم إجمالي أصول الشركة العالمية القابضة من 215 مليون دولار في نهاية عام 2018 إلى 54 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022". ووفقًا للشركة، يرجع هذا إلى نمو الأعمال التي تسيطر عليها الآن. وقال شعيب لصحيفة فاينانشيال تايمز "لا نقدم أي توزيعات أرباح، الأرباح التي حققناها في 2020 و 2021 بشكل أساسي قمنا باستثمارها مجددا. نحن نحاول إنشاء عملاق هنا.. عملاق عالمي". ومع ذلك يرى آخرون أن الشركة مثال على العلاقة غير الواضحة بشكل متزايد بين المال والسلطة في أبوظبي، عاصمة الدولة وأغنى عضو في الاتحاد الإماراتي. كما أثار الأمر أيضا تساؤلات حول الشفافية. "إمبراطورية تجارية" Getty Images الشيخ طحنون بن زايد وكتبت الصحيفة "يمكن ربط الوقت الذي شهد تحول الشركة بالفترة التي تولى فيها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أحد أقوى الشخصيات في أبو ظبي، منصب الرئيس (رئيس الشركة) في عام 2020. بالإضافة إلى كونه مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، فهو الأخ الشقيق لرئيسها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويشرف على إمبراطورية تجارية آخذة في الاتساع". وإلى جانب دوره في الشركة العالمية القابضة، فإنه يرأس شركة ADQ أو "القابضة"، وهي أداة استثمارية حكومية جديدة ونشطة بشكل متزايد، وكذلك بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في الإمارات، ومجموعة 42، وهي شركة للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مقرها أبوظبي. كما أنه يسيطر على مجموعة رويال، وهي شركة قابضة تمتلك 62 في المئة من الشركة العالمية القابضة. وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي 24 في المئة من أسهم الشركة العالمية القابضة مطروحة بحرية للتداول، وإن أكثر من 90 في المئة من المستثمرين فيها من دول الخليج. ويقول شعيب إن رؤية الشيخ طحنون للشركة "تقتصر على خلق قيمة للمساهمين. كيف نخلق (هذه القيمة)؟ يتم ترك ذلك للإدارة". ورفض شعيب الشكوك حول أسباب النمو السريع في أسعار أسهم الشركة، قائلاً إن هناك "قليل من الجهل عند المصرفيين الذين لا ينظرون إلى الأمر بشكل صحيح". ونقلت الصحيفة عن شعيب قوله إن "المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار بهذه القيمة السوقية، يفعلون هذا فقط لأنهم قاموا بواجبهم بشكل جيد، ومن ثم استطاعوا إدراك أن تلك الأصول ذات قيمة كبيرة. اعتقد أن الناس يتوقعون أن تلك الأصول المعينة التي لا تزال بالخارج (مع شركة رويال غروب) ستأتي إلى مجموعة العالمية القابضة... وهو ما لا أنكره، فمن المحتمل أن يأتوا فعلا". وسعى شعيب لشرح هدف المجموعة على أنه "شيء واحد بسيط - [إنشاء] قيمة لمساهمينا من خلال الاستثمار في محافظ مختلفة، وليس تدفقًا واحدًا للاستثمار". وقال الرئيس التنفيذي للشركة في تصريحاته لفاينانشيال تايمز إن شركته تستهدف نمو إيرادات المجموعة، من 7.7 مليار دولار في عام 2021 إلى 27 مليار دولار في عام 2023، وذلك إلى حد كبير من خلال عمليات الاستحواذ. "خطتنا الخمسية هي بلوغ تريليون درهم (272 مليار دولار) من العائدات على الأقل، في عمليات الاستحواذ، وشركاتنا تعمل بشكل جيد للغاية". ومن بين الصفقات التي أبرمتها الشركة في عام 2022 استثمارات بقيمة 2 مليار دولار في 3 شركات مسجلة في مومباي، وتلك الشركات جزء من إمبراطورية رجل الأعمال الهندي غوتام أداني. وعزا شعيب أرباح المجموعة البالغة 6.5 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، بزيادة قدرها 236 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، إلى حد كبير إلى الاستثمارات، بما في ذلك حصتها في شركات رجل الأعمال الهندي، غوتام أداني، أغنى رجل في آسيا. ويقول شعيب إن تركيز الشركة ينصب على التكنولوجيا، الرعاية الصحية، العقارات، الإنشاءات، الأغذية، الصناعات الزراعية، والاستثمار العام. وجغرافيا، ينصب اهتمامها على آسيا وأمريكا اللاتينية وهي تبحث عن صفقات في أسواق متنوعة مثل تركيا وإندونيسيا. وعلى الرغم من ذلك لا يزال بعض الخبراء الاقتصاديين بحاجة إلى الاقناع باستراتيجية المجموعة. ونقلت الصحيفة عن مصرفي آخر مقيم في الخليج قوله "لا أفهم هذه الشركة، لأنها شركة ذات قيمة سوقية تبلغ 200 مليار دولار وتقدم إفصاحات (بيانات مالية) أقل من الكيانات الأصغر منها بكثير". ومع ذلك فهي "مصدر مهم لتدفق الصفقات، وأنا متأكد من أن بعض البنوك تدرس ما يمكن أن تفعله من أجل الانخراط (في هذه الصفقات)". "عودة الآثار المنهوبة" Getty Images أفراد من الجمهور يتجولون في معرض البارثينون في المتحف البريطاني وننتقل إلى صحيفة الغارديان التي كتبت افتتاحية بعنوان "برونزيات بنين: تقود إعادة الآثار إلى أوطانها". تحدثت الصحيفة عن احتفالية عودة 21 قطعة برونزية من مملكة بنين (التي هي الآن ضمن دولة نيجيريا) إلى نيجيريا ،من قبل ألمانيا الشهر الماضي، باعتبارها إشارة قوية على سرعة المد الدولي في إعادة الأعمال الفنية المنهوبة إلى أوطانها. * مستلهم من الشرق في المتحف البريطاني : كيف أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي؟ * مكتبة المنفى: من المتحف البريطاني إلى جامعة الموصل في العراق وجاء التسليم الألماني بعد آخر أمريكي جرى قبله بنحو شهرين، عندما سلمت مؤسسة سميثسونيان أكثر من 29 قطعة برونزية إلى اللجنة الوطنية للمتاحف والآثار في نيجيريا. "وسلط الاحتفالان الضوء مرة أخرى على البلد الذي كان جيشه مسؤولاً عن الاستيلاء على البرونزيات في المقام الأول: بريطانيا". وتعد إعادة القطع الأثرية أحد أسباب الخلاف القديمة التي جعلت المتحف البريطاني، على وجه الخصوص، محاصرًا من جميع الأطراف. وغالبًا ما ركز الدفاع على كيفية وصول الأعمال الفنية إلى مجموعات المتحف: سواء تم اقتناؤها بطرق مشروعة أو سرقتها من قبل الأفراد أو الجيوش. "في حالة قطع البرونز البنيني، لا يوجد لبس. فقد تم نهبها في عام 1897، عندما قامت القوات البريطانية بنهب مملكة بنين، في نيجيريا الحديثة، وأحرقت القصر الملكي ونفت الحاكم واستولت على جميع الكنوز الملكية". وانتهى المطاف بمعظم هذه القطع في مزاد في لندن، حيث وصل ما يقدر بنحو 3000 قطعة في النهاية إلى المتاحف والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم. "وتتسبب كل عملية تسليم في زيادة الضغط على المتحف البريطاني، الذي يضم أكثر من 900 قطعة أثرية من بنين في مجموعاته، ولكنه أصبح مؤخرًا أكثر انشغالًا بمحاولة إيجاد حل وسط مع اليونان بشأن مستقبل رخاميات البارثينون". ورخاميات البارثينون عبارة عن مجموعة من المنحوتات الرخامية اليونانية القديمة. وعلى عكس أشقائه الأصغر، يحظر القانون على المتحف البريطاني التصرف في مقتنياته، ما لم تكن مكررة أو تالفة بشكل لا يمكن إصلاحه أو لا تستحق مكانًا في المجموعة. ويصادف هذا العام الذكرى الأربعين لقانون التراث الوطني، الذي أحاط العديد من المتاحف الوطنية البريطانية الأخرى بقيود مماثلة بشأن التخلص من ممتلكاتها. واستشهدت الصحيفة برأى تريسترام هانت، مدير واحد من هذه المتاحف، متحف فكتوريا وألبرت، في تصريحات أدلى بها العام الماضي بأن الوقت قد حان لإلغاء هذا القانون، ما يمكّن المؤسسات من تطوير أفعالها والاستجابة للمطالب الأخلاقية لعالم متغير. واختتمت صحيفة الغارديان بالقول "إنه حوار مطلوب بشدة، إذا أرادت المتاحف الوطنية في بريطانيا ألا تصبح مثالا على التخلف في حقبة ما بعد الاستعمار".