قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الأحد، إن إسبانيا تتطلع إلى "أفضل العلاقات مع الجزائر، بما يعود بالنفع على الطرفين"، وأن حكومة مدريد تتمسك "بيدها ممدودة" إلى الجزائر العاصمة. وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية، في حوار مع وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، أن "مدريد تريد علاقة مثل تلك التي تربطها بجيرانها الآخرين، "تقوم على الاحترام المتبادل، والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتلك التي تسترشد بالصداقة".
واعتبر ألباريس، "أن الجزائر مورد موثوق يحترم دائما عقوده الدولية" فيما يتعلق بالغاز، وقد تجلى ذلك بعد اندلاع الأزمة الدبلوماسية في مارس الماضي؛ لكنه اعترف بأن "هناك عمليات تجارية لا تزال محجوبة بين البلدين، عقب قرار الجزائر تعليق معاهدة الصداقة في يونيو"، بسبب دعم حكومة سانشيز لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وأوضح ألباريس في هذا الشأن "أن إسبانيا لم تفعل أي شيء لعرقلة هذه العمليات التجارية، كما أنه في كل مرة نكتشف فيها عملية محظورة، نواصل إرسالها إلى المفوضية الأوروبية؛ لأن السياسة التجارية هي سياسة تجارية مشتركة".
يشار إلى أن العالقات الجزائرية الإسبانية تمر بأزمة دبلوماسية منذ شهور، وذلك بعد قرار الجزائر في يونيو الماضي تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع مدريد، التي تم إبرامها في 8 أكتوبر 2002 ،وسحب سفيرها، وذلك احتجاجا على إعلان حكومة إسبانيا، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.
فيما شددت مدريد، على أن موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، هو "قرار سيادي"، حيث أكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، أنه من خلال الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، باعتبارها أساس "الأكثر جدية، واقعية ومصداقية" لحل الخلاف حول الصحراء، فإن "إسبانيا اتخذت قرارا سياديا"، مشددا على أن هذا الموقف لحكومة بلده يندرج في إطار الشرعية الدولية".