وقع حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو اتفاقا يمنح بمقتضاه منصبا في الحكومة الإسرائيلية لزعيم حزب قومي متطرف يرفض المثليين علنا. وهذا هو أحدث تطور لمنح الأحزاب اليمينية المتطرفة قوة غير مسبوقة داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل. وسيكون آفي ماعوز نائبا لوزير، ويتولى إدارة هيئة "الهوية اليهودية". ويرأس ماعوز حزب نعوم، وهو حزب قومي ديني، معاد للفلسطينيين ومناهض لمجتمع الميم ويدافع عن تفسير صارم للقوانين الدينية اليهودية في إسرائيل. وزاد الاتفاق من الشعور المتزايد بالقلق بشأن تشكيل حكومة نتنياهو المحتملة. ووصف رئيس الوزراء المنتهية ولايته، يائير لابيد، ذلك بأنه "جنون كامل"، بينما حذر القادة الفلسطينيون من مخاطر "تحالف فاشي يميني" وشيك. ويصف ماعوز المثليين بأنهم يشكلون تهديدا للأسرة، وقال إنه يريد إلغاء مسيراتهم. وقد أدار حزبه حملة ملصقات في عام 2019 بعبارة "إسرائيل تختار أن تكون طبيعية". وقال أيضا إن أعظم مساهمة للمرأة هي الزواج وتربية الأسرة. ووقعت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في قبضة العنف المتزايد هذا العام، ويخشى المعارضون من أن تؤدي مواقف الحكومة الجديدة إلى تفاقم التوتر بسرعة. والتزم نتنياهو الصمت إلى حد كبير في الأماكن العامة، بعد بدئه محادثات الائتلاف. لكنه نفى في السابق المخاوف بشأن خطر تحالف متطرف، قائلا إن الإسرائيليين صوتوا لصالح الأمن وتشكيل حكومة يمينية كاملة. وبرز حزبه، الليكود، باعتباره أكبر فصيل في البرلمان في انتخابات هذا الشهر. وشارك في مفاوضات مع أحزاب أخرى للتوصل إلى اتفاق ائتلاف، ومن المقرر أن يشرع في تشكيل الحكومة الأكثر قومية وتدينا في تاريخ إسرائيل. * الغارديان: "نتنياهو لايعرف الخجل" * من هو اليميني المتطرف بن غفير الذي سيتولى وزارة الأمن الداخلي في إسرائيل؟ * عدد غير مسبوق من النواب المثليين في الكنيست الإسرائيلي Getty Images آلاف المثليين يشاركون في المسيرة السنوية لمجتمع الميم. "طرد الفلسطينيين غير الموالين" ووقع الليكود في الأسبوع الماضي اتفاقا مع حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف بزعامة إيتامار بن غفير - الذي كان يلوح بأسلحة نارية في الشوارع وأدين بالتحريض العنصري في السابق وبدعم جماعة إرهابية يهودية. ومن المقرر أن يصبح بن غفير وزيرا للأمن القومي، ويتمتع بسلطات موسعة على قوة الشرطة الإسرائيلية العسكرية التي تعمل في الضفة الغربيةالمحتلة. وهو يدافع عن طرد "الفلسطينيين غير الموالين" من إسرائيل، ويدعو إلى إطلاق الشرطة النار على الفلسطينيين الذين يرشقون الحجارة. وأثار الفلسطينيون بالفعل مخاوف من أن خطاب بن غفير، وشريكه في زعامة تحالف الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، سيعزز عنف بعض المستوطنين اليهود لا سيما بين مؤيديهم الأكثر تشددا في الأراضي المحتلة ضدهم. "هوية عنصرية" ويعرف آفي ماعوز أيضا بآرائه المعادية للفلسطينيين. وزار في العام الماضي، خلال واحدة من أسوأ فترات العنف الطائفي في إسرائيل، مدينة اللد التي يسكنها فلسطينيون ويهود، وقال إن "تشويش الهوية اليهودية هو سبب رفع العدو الفلسطيني رأسه". وأضاف "سنعزز الوجود اليهودي في اللد وستعود المدينة إن شاء الله بيد اليهود كما كانت منذ مئات السنين". وغرد وزير الدفاع المنتهية ولايته، بيني غانتس، الأحد قائلا إن ماعوز يروج "لهوية عنصرية". وشدد على أنه سيقاتل "حكومة نتنياهو المتطرفة بكل الأدوات المتاحة". ووصفت وسائل إعلام تعيين ماعوز نائبا لوزير في مكتب رئيس الوزراء بأنه "تراجع" جديد بالنسبة إلى منظمة أغودا الإسرائيلية لحقوق المثليين. وقالت إنه: "يركز عمله حول هوس بانتزاع حقوق مجتمع الميم وإضفاء الشرعية على الكراهية إزاءهم". ولكن ماعوز نفى التقارير الإعلامية المنتشرة بشأن إعادة علاج تحويل المثليين المحظور في إسرائيل، وقال أيضا إن دعوته لحظر مسيرات المثليين لم تكن شرطا لدخوله الحكومة. وكان نتنياهو قد وعد خلال الحملة الانتخابية بأنه سيحمي حقوق مجتمع الميم إذا أصبح رئيسا للوزراء. وصوّر ماعوز مستقبل إسرائيل على أنه معركة بين المتدينين ومجتمع علماني فاسد أخلاقيا يهيمن على مؤسسات الدولة، ومن بينها الجيش. وشكر في خطاب الفوز الذي ألقاه ليلة الانتخابات الحاخامات "الذين ألهمونا لمحاربة أذرع الأخطبوط في النظرة العالمية لما بعد الحداثة ... [لمحاربة] الأنسجة المصابة بهذا الفساد في نظام التعليم والأوساط الأكاديمية والقانون وحتى قوات الأمن". وسيشرف ماعوز على الوكالة الحكومية التي تروج للهجرة اليهودية إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفيتي السابق، التي شهدت زيادة في الأعداد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ويقول منتقدوه إنه سيحد من هذه الأرقام بسبب تفسيره الأكثر صرامة للشخص الذي ينطبق عليه وصف يهودي - وهي قضية حساسة للغاية في إسرائيل. وقال حزب "نعوم" الذي يتزعمه ماعوز في بيان صدر مساء الأحد إنه سيعمل بجد لصالح مواطني إسرائيل. وجاء في البيان "هذه هي الخطوة الأولى لإعادة الروح إلى البلاد، وإعادة البلاد إلى طريق الهوية اليهودية".