Getty Images اهتمت الصحف البريطانية بصورة كبيرة بالانتخابات النصفية الأمريكية، حيث تناولتها في افتتاحياتها وصفحات الرأي وفي التحليلات والتغطية الإخبارية. ونبدأ من صحيفة الفايننشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان: "الانتخابات النصفية تمنح بصيص أمل للديمقراطية الأمريكية". وتقول الصحيفة إنه من القواعد الأساسية في السياسة الأمريكية أن يمر حزب الرئيس بأوقات سيئة في انتخابات التجديد النصفي. "وهذا يجعل خسائر الديمقراطيين المحدودة تحت حكم جو بايدن، على خلفية التضخم وتقييمات الرئيس الضعيفة، تبرز بصورة أوضح". * بايدن: الموجة الحمراء لم تتحقق في الانتخابات النصفية وترى الفايننشال تايمز أن النتائج، التي تعد سيئة لدونالد ترامب، تعطي سببا للتنفس بسهولة أكبر قليلا بشأن التهديدات الأوسع للديمقراطية الأمريكية. وتقول الصحيفة إن استطلاعات الرأي عند مراكز الاقتراع أظهرت أن أسعار الغاز والمواد الغذائية وارتفاع الجريمة كانت الهم الرئيسي الناخبين كما كان متوقعا. "لكن مستقبل الديمقراطية الأمريكية، الذي أصدر بايدن بشأنه تحذيرات، وإلغاء المحكمة العليا لحق المرأة الدستوري في الإجهاض، كان من بين اهتماماتهم أيضا". وترى الافتتاحية أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل الجمهوريين في اكتساح المشهد هو أن الناخبين المستقلين والمتأرجحين، وكذلك الجمهوريين المعتدلين، لا يزالون غير مرتاحين بشدة لتطرف ترامب. وتقول الصحيفة إن ترامب لا يزال مستعدًا لإطلاق حملته الرامية لخوض السباق الرئاسي في عام 2024. لكن في طريق ترامب لضمان ترشيح الحزب الجمهوري تقف الآن عقبة رئيسية في شكل رون دي سانتيس، الذي كانت إعادة انتخابه الحاسمة لمنصب حاكم فلوريدا واحدة من النجاحات القليلة التي لا تشوبها شائبة للحزب الجمهوري. وترى أن نتائج الانتخابات لم تكن بمثابة نهاية للحروب الثقافية المريرة في أمريكا، لكنها تمنح بارقة أمل في الديمقراطية في الولاياتالمتحدة. "الموجة الحمراء لم تتحقق" وننتقل إلى افتتاحية صحيفة الغارديان، والتي تناولت أيضا نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية. وجاء المقال بعنوان "الموجة الحمراء لم تتحقق". Reuters وتقول الصحيفة إن بعض الانتكاسات تعتبر بمثابة أخبار جيدة تقريبًا. وتوضح أنه على الرغم أن الديمقراطيين قد خسروا أرضهم في الانتخابات النصفية، وقد يستغرق أسابيع قبل تحديد السيطرة على مجلس الشيوخ، إذا لم تحسم نتائج جورجيا، وذهبت إلى جولة الإعادة، إلا أن الخسائر كانت أقل مما كان متوقعا. وتقول الصحيفة إن السناتور ليندسي جراهام أقر بأن هذه "لم تكن بالتأكيد موجة جمهورية، وهذا أمر مؤكد". وتقول الصحيفة إن نتائج الانتخابات كانت سيئة لدونالد ترامب، الذي يتوقع أن يعلن ترشحه للسباق الرئاسي في 2024 هذا الأسبوع. وترى أنه بدا أداء الديمقراطيين أشبه بنتيجة تصويت ضد التطرف الجمهوري أكثر من كونه تصويتًا بالثقة في حزب بايدن. وكان التضخم هو القضية الأولى بالنسبة للناخبين، لكن الإجهاض حظا باهتمام كبير أيضا. وتقول الغارديان إن الناخبين خرجوا للدفاع عن حق المرأة في الاستقلالية والرعاية الصحية. وتختتم الصحيفة قائلة إنه بشكل عام، كانت النتائج حافزًا لمعنويات الديمقراطيين، وعلى الرغم من الظهور المنخفض نسبيًا لبايدن في هذه الحملة، فقد عزز موقعه في حزبه. هل يترشح بايدن للانتخابات القادمة؟ وننتقل إلى صحيفة التليغراف وتحليل بعنوان "جو بايدن: هل يترشح مرة أخرى في عام 2024 بعد نجاح انتخابات التجديد النصفي؟" وتقول الصحيفة إن بايدن، الذي يواجه أسئلة متجددة حول عمره وقدرته على التحمل، يؤكد على أنه يشعر بالحيوية والشباب. وتشير إلى أن مذيعا سأل بايدن قبل عيد ميلاده الثمانين، الذي سيحتفل به في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، "ماذا سيقول جو البالغ من العمر 80 عاما لجو البالغ من العمر 50 عاما في هذه اللحظة؟"، فأجاب "إنني ما زلت 50 عاما - هذا هو أول شيء سأخبره به. أنا لا أمزح". وترى الصحيفة أن النتائج الأفضل من المتوقعة للديمقراطيين في الانتخابات ستمنح المزيد من الحيوية لبايدن، لكن بعد هدوء فرحة الفوز، سيدرك أنه الآن أصبح يواجه وجود كونغرس أكثر عدائية. وتقول إنه يجب الإجابة على السؤال عما إذا كان بايدن سيترشح مرة أخرى للبيت الأبيض. وتضيف أن استطلاعات الرأي الثلاثاء أظهرت أن ثلثي الأمريكيين يعتقدون أنه لا ينبغي أن يسعى بايدن للحصول على ولاية ثانية في عام 2024. ومع ذلك، فقد أكد أنه "ينوي" الترشح مرة أخرى وأنه سيتخذ قراره النهائي في أوائل العام المقبل.