قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) إن على البشرية "التعاون أو الهلاك " إزاء الاحترار المناخي وتداعياته المتسارعة، مخي را العالم بين "التضامن" أو "الانتحار الجماعي". وأكد غوتيريش في شرم الشيخ في مصر "نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة" وأسف "لأننا بصدد خسارة الكفاح من أجل حياتنا".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى ضرورة تبني خارطة طريق لإيصال مساعدات التكيف مع تغيرات المناخ التي تعهدت الدول الغنية بتقديمها للدول النامية خلال مؤتمر المناخ بغلاسكو (كوب 26) البالغ قيمتها 40 مليار دولار بحلول عام 2025، محذرا من أن احتياجات التكيف مع التغيرات المناخية سترتفع إلى أكثر من 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030. وقال غوتيريس في كلمة خلال افتتاح الشق الرئاسي لمؤتمر المناخ "كوب 27" اليوم الاثنين بشرم الشيخ (مصر) "إننا في حاجة إلى تحقيق تقدم في عمليات التكيف مع تغيرات المناخ، كما أن نصف التمويل المناخي على المستوى الدولى يجب أن يخصص لخطط التكيف مع التغيرات المناخية"، لافتا إلى أن حوالي 3،5 مليار شخص معرضون عبر العالم لمخاطر هذه التغيرات".
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن العالم سيعبر مرحلة جديدة خلال أيام، تتمثل في ميلاد الطفل رقم 8 مليار، وهو ما يعزز أهمية المناقشات التي تجرى في إطار مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، والإجراءات التي سيتم تبنيها لإنقاذ كوكب الأرض.
وذكر أن "مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ بشرم الشيخ يذكرنا بأن الوقت يمر، وأننا في تحد مع أنفسنا"، محذرا من أن "عالمنا سيخسر حال استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات ودرجات الحرارة، وأن كوكبنا سيقترب حينها من نقطة اللاعودة بسبب الفوضى المناخية".
وأشار غوتيريس إلى أنه بالرغم من أن الحرب في أوكرانيا والصراع في منطقة الساحل والصحراء وأعمال العنف وعدم الاستقرار السائدة في عدد كبير من مناطق العالم تشكل كوارث رهيبة تؤثر على العالم ، إلا أن التغير المناخي يعد التحدي الأكبر لكوكب الأرض في القرن الحالي، وأن تجاهل ذلك بات أمرا غير مقبول.
وشدد على أن الأزمات العاجلة في عالم اليوم لا يمكن اعتبارها مبررا للتراجع عن مواجهة تداعيات تغير المناخ، بل يجب استخدامها كدافع للمضي قدما في اتخاذ إجراءات قوية ومؤثرة في مواجهة هذه التداعيات.
ولتفادي ما وصفه ب "المصير المشؤوم"، دعا الأمين العام للأمم المتحدة دول مجموعة العشرين لتسريع عمليات تقليص انبعاثات الغازات بشكل جذري خلال العقد الحالي، وأن تتولى هذه الدول زمام المبادرة، مشيرا إلى أن الاقتصاديات الناشئة يجب أن تلعب هي الأخرى دورا مهما في الالتزام بالمعدل المستهدف من الانبعاثات.
وشدد أيضا على أن أكبر اقتصادين في العالم (الولاياتالمتحدة والصين) تقع عليهما مسؤولية خاصة في الانضمام إلى الجهود الرامية لتحويل هذا الاتفاق المستهدف إلى واقع ملموس، وهو ما يشكل الأمل الوحيد لتحقيق الأهداف المتعلقة بالمناخ، محذرا من أن البشرية أمام خيار واحد إما التعاون أو الهلاك.
كما دعا إلى توفير مساعدات مالية للشعوب التي تعاني من تداعيات ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والخسائر الناجمة عن أزمات المناخ، مؤكدا ضرورة إقرار خارطة طريق محددة لمواجهة تلك التحديات، وإقرار ترتيبات مؤسسية فعالة للتمويل خلال مؤتمر المناخ الحالى بشرم الشيخ.
وقال إنه حان الوقت لكافة الدول للعمل معا لتنفيذ التعهدات بشأن المناخ، مشددا على أن نافذة الفرص مازالت متاحة لمواجهة تحديات المناخ من أجل صالح سكان العالم.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مؤسسات التمويل والبنوك الدولية متعددة الأطراف إلى تعديل خططها للمساهمة بفعالية في تمويل خطط التكيف مع تغيرات المناخ، ودعم التمويل الخاص للاستثمار بكثافة في إجراءات مواجهة التغير المناخي.