كسر الرئيس البرازيلي، اليميني المتشدد، جايير بولسونارو، صمته وتحدث لأول مرة بعد خسارته الانتخابات، دون أن يعترف صراحة بالخسارة في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في البرازيل، الأحد الماضي. ووجه بولسونارو الشكر لمؤيديه، الذين أدلوا باصواتهم لصالحه في صناديق الاقتراع. ورغم أن بولسونارو، لم يعترف بهزيمته إلا أنه لم يعلن رفضه النتائج أيضا، وهو الأمر الذي أكد أنه سيفعله خلال حملته الانتخابية. لكن جيرو نيغويرا، رئيس مكتب بولسونارو، أكد، في تصريح صحفي مقتضب، أن العملية الرسمية لنقل السلطة، ستبدأ قريبا. أنصار الرئيس بولسونارو يغلقون الطرق في البرازيل بعد هزيمته أمام دا سيلفا بالصور: لولا دا سيلفا يهزم جايير بولسونارو في انتخابات الرئاسة البرازيلية لماذا يعد فوز لولا دا سيلفا في الانتخابات البرازيلية "لحظة تاريخية"؟ وعلى الرغم من كل ذلك، لم يتحدث بولسونارو، عن خسارة الانتخابات، لكن المحكمة العليا، أصدرت بيانا في وقت لاحق، بعد تصريحات بولسونارو، قالت فيه، إنه بمجرد تصريحه عن بدء إجراءات نقل السلطة، يعتبر اعترافا بنتائج الانتخابات. وكان لبولسونارو، تصريحات ترفض ذلك خلال حملته الانتخابية، منها تصريحه "الله فقط يستطيع إزاحتي من السلطة"، وقد كانت هناك حالة من الترقب لظهوره وحديثه عن نتائج الانتخابات. كما شكك عدة مرات بأطروحات لا أساس لها، في نظام التصويت. وعندما ظهر بولسونارو، بعد نحو 44 ساعة من إعلان النتائج، لم يتحدث الرجل أكثر من دقيقتين، ولم يسمح لأي صحفي بطرح أي أسئلة. وفي كلمته التي وجهها لأنصاره، قال بولسونارو، "حلمنا سيستمر، كما كان دائما". وأضاف أن القيم التي يدافع عنها هو وحزبه، ستبقى دوما "الرب، والوطن، والأسرة، والحرية"، وأصر على أنه سيواصل النضال، من أجل "النظام، والتقدم". ولم يتطرق بولسونارو، إلى الحديث عن الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تمكن من الفوز عليه بفارق ضئيل، في الجولة الثانية للانتخابات، لكن بولسونارو، أصر على تجنب النطق باسمه. لكن القطاع الأكثر تشددا من أنصار بولسونارو، ما زالوا يصرون على رفض الهزيمة، وأقاموا مئات الحواجز على الطرق، في جميع الولاياتالبرازيلية باستثناء اثنتين. وأشار بولسونارو إلى هؤلاء الأنصار قائلا إنهم يمثلون "الحركة الشعبية الحالية"، وأضاف أنهم "ثمرة السخط، والشعور بغياب العدالة من طريقة تسيير العملية الانتخابية". وقال إن "المظاهرات السلمية"، ستستمر وستكون دوما محل ترحيب، "ولا يمكن مقارنتها بمظاهرات اليساريين، التي تتسبب دوما في إيذاء الناس، وانتهاك حرمة ممتلكاتهم". Reuters أنصار بولسونارو يقطعون طريق مطار ساو باولو وقال ألكسندر موراييس، رئيس المحكمة العليا، إن قطع الطرق، "يشكل تهديدا للأمن القومي"، ويجب أن ينتهي فورا. وتمكنت الشرطة من إزالة جميع الحواجز، التي كان يستخدمها المحتجون لقطع الطرق، باستثناء نحو 250 حاجزا. وتؤدي عمليات قطع الطرق، إلى الكثير من المشاكل، وتعطيل لسلاسل إمداد المواد الغذائية عبر البلاد. وبدأت هذه التصرفات بعد قليل من إعلان اللجنة الانتخابية، نتائج التصويت، بفوز لولا دا سيلفا، بنحو 50.9 في المائة من إجمالي الأصوات الصحيحة، في الجولة الثانية. وبدأت التهاني تنهال عبر مختلف أنحاء العالم، على الرئيس المنتخب، بمجرد إعلان فوزه، منها تهنئة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي قال إن الانتصار جاء "بعد عملية انتخابية عادلة، وشفافة". لكن مع صمت بولسونارو، الذي عرف عنه النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، تحول إلى عزلة، بعدما بدأ أقرب حلفائه بتهنئة لولا دا سيلفا. ووجه أرثر ليرا رئيس الغرفة الأدنى في البرلمان البرازيلي، رسالة قوية، قال فيها إن "إرادة الغالبية الشعبية من الناخبين، والتي ظهرت في الانتخابات، لا يمكن مواجهتها". لكن بعض أنصار بولسونارو، شعروا بالغضب بسبب صمته. وقال أحدهم لوكالة فرانس برس، في ريو دي جانيرو، "لن نقبل خسارة ما اكتسبناه في السابق"،وأضاف "نريد الشعارات التي كتبت على العلم، ولا يمكن ان نقبل الوضع الراهن أبدا".