دعا الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وبالفرنسيين في الخارج، أوليفييه بيكت، إلى "تجاوز التوترات" بين فرنسا والمغرب والتي أججتها بشكل خاص القيود المفروضة على تأشيرات شنغن الصادرة للمغاربة. قائلا 'لا شك في أننا نستطيع دمج المغرب بشكل أكبر في سلاسل القيمة الفرنسية والاستفادة بشكل أفضل من قربنا الجغرافي واللغوي والثقافي''. واعتبر المسؤول الفرنسي الذي يزور المغرب في كلمة أمام الجالية الفرنسية، على أنه "يجب أن نكتب صفحة جديدة"، مستشهداً بالطاقات المتجددة والبنى التحتية وبناء السفن والسكك الحديدية والطيران، كما أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي أكدت أن الهدفَ الرئيسي من زيارة الوزير، التي تعد الأولى لمسؤول فرنسي منذ أشهر، هو تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية، ولا سيما إعادة إطلاق الاستثمارات الصناعية مع المغرب "محور إفريقيا".
وتعرف العلاقات المغربية الفرنسية فتورا واضحا يتجلى في قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات المسلمة للمغاربة إلى النصف العام المنصرم، بالاضافة إلى تقارب باريس مع الجزائر.
ورأت مجلة ''جون أفريك'' الفرنسية أن مغادرة السفير المغربي لدى باريس محمد بنشعبون، تعد خطوة أخرى في الأزمة الدبلوماسية. فقد عين الملك محمد السادس السفير بنشعبون على رأس ''صندوق محمد السادس للاستثمار"، في خطوة أتت بعد أيام من قيام باريس بإجراء مماثل تمثل في تعيين السفيرة الفرنسية لدى الرباط في منصب دبلوماسي في الدائرة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وما يزال منصبها شاغراً حتى اللحظة.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم عقد أي لقاء رسمي بين المسؤولين المغاربة والفرنسيين منذ عام 2020، ولم يتم إجراء أي اتصال بين الرئيس الفرنسي والملك محمد السادس، الذي يعيش تقريبا في فرنسا منذ أربعة أشهر.
وكان الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح بشكل غير رسمي في وقت سابق، أنه سيزور المغرب في نهاية أكتوبر الجاري. غير أنه لا يوجد حتى الآن أي حديث عن هذه الزيارة على جدول أعمال الرئاسة الفرنسية.