اتضح أن المهمة التي سافر لأجل قضائها ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية إلى السعودية، كانت بتكليف من الملك محمد السادس لتوضيح مكان تموقع المغرب في السياسة الخارجية الجديدة للرياض والموقف من قرار خفض إنتاج النفط الذي وتّر العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تمر المملكة هناك في الخليج وهي تقود منظمة الدول المصدرة للنفط معركة صعبة ومعقدة وسط عواصف جيوسياسية لا ترحم وفي ظل الحرب الروسية الأوكرانية التي يتنبأ الخبراء لها لتكون واحدة من أكبر الأحداث المؤثرة في التاريخ المعاصر. ففي زيارة لم تكن معلنة من قبل، توجه ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالمملكة المغربية، حاملا رسالة مفادها أن المملكة تتضامن مع السعودية في كل ما تتخذه من قرارات في سياستها الخارجية، وقال في تصريح للتلفزيون السعودي إنها تسير "بالطريق الصحيح"، ومؤكدا أن سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية في المجال الدبلوماسي أو مجال الطاقة تسير على أساس رؤية بعيدة المدى، وعلى أساس عقلاني، ولا تخضع للمزايدات ولا للضغوط، وذلك لأنها مملكة متجذرة وسياستها حكيمة.
ونقلا عن وكالة الأنباء السعودية فقد أكد "أن المملكة المغربية تقف بشكل تام مع المملكة السعودية في كل القرارات التي تتخذها، وخاصةً فيما يخص أمنها واستقرارها، وأمن واستقرار أسواق الطاقة، لافتاً إلى أن ذلك يأتي من منطلق العلاقات الأخوية العميقة التي تجمع الملك محمد السادس بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء".
ثم قال بوريطة إن "المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أسس النظام العربي، وسياستها الخارجية تحظى بتقدير كبير من قبل المملكة المغربية لما تتمتع به من مصداقية ورصانة تسعى دائماً إلى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية، مشيراً إلى أن زيارته للمملكة تندرج في إطار التواصل المستمر بين قيادتي البلدين في إطار العلاقة المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بالمملكة العربية السعودية عبر التاريخ، وتأتي كذلك في إطار العلاقة الأخوية والمشاعر القوية التي تربط قيادة البلدين والشعبين الشقيقين".
وأشار إلى أنه بحث مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية سبل تعزيز العلاقات المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات كافة، إضافة لمناقشة تكثيف التنسيق الثنائي في القضايا التي تهم البلدين، والمبنية على أسس قوية ومتينة في ظل قيادتي البلدين الحكيمة.