توفي الداعية المصري الشيخ يوسف القرضاوي حسبما ورد الاثنين في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر. وجاء في التغريدة:"انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعاً عن أمته". وقال عبد الرحمن القرضاوي نجل الداعية الإسلامي الراحل إن جنازته ستشيع ظهر غد الثلاثاء وسيدفن في العاصمة القطريةالدوحة. وأوضح في اتصال هاتفي مع بي بي سي من الدوحة، إن والده كان قد أوصى بدفنه في المدينة التي يوافيه أجله فيها. وأضاف أن أسرة الراحل كلها في الدوحة ولا تستطيع العودة لمصر في الوقت الحالي، لأسباب أمنية وسياسية. يعدّ القرضاوي أحد أبرز رجال الدين المقربين من جماعة الإخوان المسلمين، وكان يقيم في قطر منذ سنوات، ويحمل الجنسية القطرية. * بعد رحيل مرسي، من يوجه دفة الإخوان المسلمين في مصر؟ * هل تلوح المصالحة بين الإخوان المسلمين والدولة المصرية في الأفق؟ * قضية "العائدين من الكويت" تثير نقاشا مصريا حول ملاحقة قيادات الإخوان في الخارج ولد القرضاوي في 9 سبتمبر/ أيلول 1926 في قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، في محافظة الغربية بمصر. تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1953 قبل أن يواصل تعليمه في الدراسات العليا في الجامعة ويحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه. عمل القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفاً على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر، بحسب سيرته الذاتية المنشورة على موقعه. ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد. وفي ستينيات القرن الماضي أعير إلى دولة قطر، التي عاش فيها وحمل جنسيتها، حيث عمل عميداً لمعهدها الديني الثانوي، ثم أسس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة قطر وترأسه، وأصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية في الجامعة نفسها. وقد انشغل القرضاوي بالكتابة والتأليف إلى جانب عمله الدعوي، فألف عشرات الكتب التي تتناول جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية، والتي يصنفها مفكرون بأنها محاولات حثيثة لتجديد الخطاب الديني. وأثار القرضاوي في حياته الكثير من الجدل بسبب مواقفه الداعمة لعدد من الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة العربية في ما عرف بالربيع العربي. وبينما رأى فيه البعض مناصراً لقضايا التحرر اعتبره فريق آخر مؤيداً للجماعات الدينية المتطرفة. وكان القرضاوي قد أدان هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات بالي، وانتقد تحطيم حركة طالبان تماثيل بوذا في أفغانستان. كما ندد بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأفتى بوجوب مقاومة الجنود الأمريكيين. وأفتى بتحريم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، وهي الفتوى التي انتقدها مقدسيون، واعتبرتها السلطة الفلسطينية تتوافق مع الخطة الاسرائيلية لتهويد القدس، وطالبت القرضاوي بالتراجع عنها. ومنع القرضاوي من دخول الولاياتالمتحدة وبريطانيا بسبب تأييده للعمليات الانتحارية التي تستهدف جنودا إسرائيليين، والتي وصفها ب "عمليات استشهادية". وكانت دعوته لقتل معمّر القذافي خلال الثورة التي اندلعت ضده عام 2011، محل كثير من الانتقادات، إذ كان كثيرون ينادون بالقبض عليه ومحاكمته. وتعرض القرضاوي للسجن في مصر أكثر من مرة بسبب اتهامات بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها مصر جماعة محظورة في عدة مراحل. وعاد إلى مصر لبعض الوقت عام 2011، وكان أحد أبرز وجوه الانتفاضة الشعبية في يناير عام 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك، وألقى العديد من خطب أيام الجمعة في ميدان التحرير وسط القاهرة في تلك الفترة. وتتّهم السلطات المصرية القرضاوي بأنّه الزعيم الروحي لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر منذ عام 2013 بعدما أطاح الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان قائداً للجيش في تموز/يوليو من ذلك العام، بالرئيس المنتمي للجماعة محمد مرسي. وفي 2015، أكدت محكمة جنايات القاهرة حكم الإعدام بحق الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي في القضية المعروفة إعلامياً باسم "اقتحام السجون". وحوكم في القضية 129 متهماً بينهم 27 كانوا موقوفين و102 هاربين بينهم أعضاء في حركة حماس الفلسطينية وفي حزب الله اللبناني. وقضت المحكمة غيابيا بإعدام أكثر من 90 من المتهمين الهاربين بينهم القرضاوي. وفي العام ذاته، أحالت النيابة العامة المصرية 38 إسلاميا، بينهم القرضاوي، إلى محكمة عسكرية، متهمة إياهم بإنشاء خلايا مسلحة قتلت ضابط شرطة. وحوكم القرضاوي غيابياً. وأصدر الانتربول مذكرة توقيف بحقه عام 2014 بطلب من مصر، قبل أن تلغى المذكرة بعدها ب 4 أعوام. وتقلد القرضاوي عدة مناصب دينية كان أبرزها رئاسة "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي شارك في تأسيسه عام 2004، وقد وضعته السعودية ودول خليجية وعربية أخرى على لائحة تضم شخصيات وصفت بأنها "إرهابية". وكان وجوده في قطر أحد أسباب مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة لعدة سنوات. وأصدر يوسف القرضاوي فتاوى كثيرة تشمل مختلف مناحي الحياة، وكان بعضها مثيراً للجدل، وقد كان ضيفا دائماً على أحد البرامج الدينية بقناة الجزيرة القطرية.