لا يزال الغموض والالتباس يحيط بالموقف الرسمي لجمهورية كينيا من الصحراء المغربية وعلاقتها بجبهة البوليساريو بعد التغريدة المحذوفة لويليام روتو الرئيس الجديد للبلاد، الذي علق لأول مرة على هذه الواقعة خلال مقابلة مع قناة "فرانس 24". وردا على سؤال حول التغريدة المحذوفة وإذا ما كانت كينيا قد تراجعت عن موقفها المعلن بخصوص قطع علاقاتها بالبوليساريو والاعتراف بمغربية الصجراء، قال ويليام روتو إن "الموقف الذي كان موجودًا دائمًا وسيظل هو موقف الأممالمتحدة من العلاقة بين الصحراويين المغرب والمنطقة بأسرها حيث يجب أن نتعامل بطريقة ديمقراطية في موقفنا".
ثم أضاف روتو: "موقفنا هو نفس موقف الأممالمتحدة ولم نغيره".
يبدو أن الموقف الكيني لم يستقر على حال في انتظار تشكيل حكومة جديدة للبلاد ومقاومة نفوذ تيار الرئيس السابق، ففي جوابه على سؤال "فرانس 24" لم يكن روتو واضحا وزاد الملف غموضا حيث تبنّى موقف الأممالمتحدة والتي لا تعترف بالبوليساريو كدولة.
وقال الرئيس الكيني الجديد في تغريدته إثر استقباله وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "كينيا تلغي اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية وتتخذ الإجراءات اللازمة للحد من وجود هذا الكيان على أراضيها"، وشدد روتو على أن "كينيا تدعم إطار الأممالمتحدة بوصفه الآلية الحصرية لإيجاد حل دائم للخلاف".
لكن روتو سارع إلى حذف التغريدة دون تبرير أو توضيح، وهو الذي سبق وأن تراجع عن تصريحات مؤيدة لمغربية الصحراء أدلى بها في حضور سفير المملكة حين كان في منصب رئيس الجمهورية.
أما بالنسبة لوزارة الشؤون الخارجية فإن القرار الكيني دخل حيز التنفيذ ولا يزال البيان منشورا في الموقع الرسمي حيث يقول: "على إثر الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، السيد وليام روتو، قررت جمهورية كينيا العدول عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي".
ولا يمكن الجزم بتغيير الموقف الكيني استنادا إلى تغريدة محذوفة أو تدوينة معدلة فقد تكون نيروبي في حاجة لمزيد من الوقت أو تنوي التفاوض على مكاسب إضافية مقابل سحب الاعتراف، وهذه هي قواعد اللعبة في العلاقات الدولية فهي مثل الكثبان الرملية لا تثبت على مكان.