توجه ناصر بوريطة أمس الأربعاء إلى جمهورية كينيا حاملا رسالة من الملك محمد السادس إلى ويليام روتو بمناسبة تنصيبه رئيسا جديدا للبلاد، وعقب اللقاء نشر روتو ثلاث تغريدات في حسابه الرسمي بموقع توتير إحداها تقول إنه تقرر سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو ثم أصدرت الخارجية المغربية بيانا يؤكد ما ورد في التغريدة، لكن وبعد أقل من ثلاث ساعات يبدو أن أمرا مريبا حدث في القصر الرئاسي بنيروبي. عند العودة إلى حساب ويليام روتو في موقع تويتر لا نعثر على أثر لتغريدة سحب الاعتراف أما في حسابه بموقع فيسبوك فقد قام بتعديلها وحذف العبارة التي خلقت الحدث مساء الأربعاء بعيد احتفاء في الجزائر باستقبال ابراهيم غالي بصفته رئيسا في حفل تنصيب رئيس كينيا الجديد، ولما بحثنا في موقع الخارجية الكينية لا وجود لأي بيان بهذا الخصوص وكذلك موقع القصر الرئاسي خارج الخدمة إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
وقال الرئيس الكيني الجديد في تغريدته إثر استقباله وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "كينيا تلغي اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية وتتخذ الإجراءات اللازمة للحد من وجود هذا الكيان على أراضيها". وشدد روتو على أن "كينيا تدعم إطار الأممالمتحدة بوصفه الآلية الحصرية لإيجاد حل دائم للخلاف" حول الصحراء الغربية.
لكن روتو سارع إلى حذف التغريدة دون تبرير أو توضيح، وهو الذي سبق وأن تراجع عن تصريحات مؤيدة لمغربية الصحراء أدلى في حضور سفير المملكة حين كان في منصب رئيس الجمهورية.
أما بالنسبة لوزارة الشؤون الخارجية فإن القرار الكيني دخل حيز التنفيذ ولا يزال البيان منشورا في الموقع الرسمي حيث يقول: "على إثر الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، السيد وليام روتو، قررت جمهورية كينيا العدول عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي".
ولا يمكن الجزم بتغيير الموقف الكيني استنادا إلى تغريدة محذوفة أو تدوينة معدلة فقد تكون نيروبي في حاجة لمزيد من الوقت أو تنوي التفاوض على مكاسب إضافية مقابل سحب الاعتراف، وهذه هي قواعد اللعبة في العلاقات الدولية فهي مثل الكثبان الرملية لا تثبت على مكان.