نشر موقع "الناتو" التابع لحلف شمال الأطلسي، تقريراً يتحدث فيه عن "الأسباب التي دفعت قيس سعيد إلى استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، إذا الغرض منه خلق "إلهاء داخلي"، في ظلّ انجرافه نحو الاستبداد، الذي لا تنظر إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية بعين الرضا".
وجاء في مقال الناتو، أن التوجهات السياسية لقيس سعيد "تسببت له ب"عزلة دولية"، جعلته يرى في الجزائر -التي كانت وراء قرار استقبال غالي- شريكاً ملائماً".
واعتبر الموقع كذلك، أنه بالنظر للمسار السياسي لتونس، يجب أن يكون الدور الذي لعبَه "سعيد" من خلال استقباله ل غالي، حاسماً بالنسبة للجزائر. إذ إنه بحكم علاقات سعيد الوثيقة مع الجزائر، فقد ساعدته بالتأكيد على اتخاذ هذا القرار، في سياق يتسم بعزلته الدولية المتزايدة. حيث وجد الرئيس التونسي في جارته الغربية شريكاً ملائماً -وفقاً للمصدر ذاته- للخروج من تلك العزلة. وهو ما اتضح، حين التُقطت له صورة على الأراضي الجزائرية، رفقة زعيم "البوليساريو" وقادة آخرين، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر.
وأورد الموقع أن "تونس صارت اليوم تبرُز بوضوح كحالة غريبة، ضمن مسلسل التراجع الديمقراطي الذي اجتاح المنطقة المغاربية، وذلك خاصة بعد أن أقدَم قيس سعيد على حلّ البرلمان في شهر مارس من هذا العام".
إلى ذلك، فقد أشار الموقع إلى "أنه على الرغم من حاجة سعيد إلى تعزيز سلطته، والبدء في التعامل مع الوضع الاقتصادي الصعب، إلا أنه فتح على الفور جبهة جديدة (مع المغرب)، وتناسى المصاعب المحلية ليطلق أزمة جديدة مع المغرب. مورِداً أن قرار استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" في العاصمة التونسية، خلال ندوة طوكيو الدولية للتنمية تيكاد 8، أدى إلى هذا الوضع".
كما أنه وفّر "إلهاءً مُفيداً في الداخل"، ما دفع الرباط إلى إلغاء مشاركتها واستدعاء سفيرها؛ ردّاً على ما وصفته ب "العمل العدائي والاستفزازي" من قبل الجانب التونسي.