لا تزال أوراق التوت تتساقط عن خبايا استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في منتدى التعاون الياباني الأفريقي في نسخته الثامنة المنعقدة في العاصمة تونس، قمة "تيكاد8". وكشف تقرير لحلف الشمال الأطلسي "الناتو"، الذي أعده المحلل المتخصص في المغرب العربي لصالح مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو، أومبرتو بروفازيو، أنه "على خلفية التراجع الديمقراطي الذي اجتاح المنطقة المغاربية، تبرز تونس بوضوح كحالة غريبة". وأشار التقرير الذي رسم صورة قاتمة عن تدبير سعيد لرئاسة تونس، أنه "بعد حل البرلمان في نهاية مارس المنصرم، مضى الرئيس قيس سعيد قدما في إصلاح مثير للجدل لدستور 2014، بإنشاء النص الجديد، الذي تم تقديمه للاستفتاء بعد عام واحد بالضبط من بدء انتزاع سعيد للسلطة، والذي ينقل تونس من نظام شبه رئاسي إلى نظام رئاسي مفرط، حيث تظهر سيادة رئيس الدولة دون منازع". وأكد التقرير وفق "آشكاين"، أنه "بالرغم من الحاجة إلى تعزيز سلطته والبدء في التعامل مع الوضع الاقتصادي الصعب في تونس، فتح سعيد على الفور جبهة جديدة، وكأنه تجاوز الصعوبات المحلية وأطلق أزمة دبلوماسية مع المغرب". و رجح المصدر ذاته، أن يكون "التنسيق بين سعيد والنظام الجزائري كان وراء استقبال غالي في "تيكاد8′′، حيث اعتبر "الناتو" في هذا التقرير، أنه "بالنظر إلى المسار السياسي لتونس، يجب أن يكون الدور الذي لعبه سعيد في هذه القضية الجديدة حاسمًا". علاوة على ذلك، يضيف التقرير فإن "علاقات الرئيس الوثيقة مع الجزائر، المنافس الرئيسي للمغرب في المنطقة، ساعدته بالتأكيد على اتخاذ قرار استقبال غالي"، مشيرا إلى أنه "في سياق يتسم بعزلته الدولية المتزايدة، وجد سعيد شريكًا ملائمًا في الجزائر العاصمة، حيث تم تصويره مع غالي، من بين قادة آخرين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال البلاد في يوليوز الماضي". وشدد التقرير على أن "التعاون الاستخباراتي بين تونس و الجزائر ظهر جليا من خلال اعتقال الجزائر رئيس المخابرات التونسية السابق لزهر لونقو، و تسليمه لتونس، و إعادة فتح الحدود، التي أُغلقت لمدة عامين بسبب الوباء، وهو أمر مهم تقليديًا لكلا الجانبين". وخلص التقرير إلى أنه "رغم هذا التقارب، يبدو أن تونس في ظل حكم سعيد تبتعد عن الغرب وترتكز على نسخة جديدة من معسكر عدم الانحياز الذي تحتل فيه الجزائر مكانة بارزة".